متسع ومن هو أكل منى حدا وأهون شوكة فارتحل إلى بلد ليس لي فيه سلطان فانى أكره قتالك وإن أحببت أن أمدك بمال لسفرك أعنتك به فأرسل إليه ما نزلنا هذه البلاد لمحاربة ولا لمقام ولكنا أردنا أن نريح ثم نشخص إن شاء الله وليست بنا حاجة إلى ما عرضت فانصرف رسول يزيد إليه وأقبل الهاشمي على الجباية وبلغ يزيد فقال من أراد يريح ثم يجتاز لم يجب الخراج فقدم المفضل في أربعة آلاف ويقال في ستة آلاف ثم أتبعه في أربعة آلاف ووزن يزيد نفسه بسلاحه فكان أربعمائة رطل فقال ما أراني إلا قد ثقلت عن الحرب أي فرس يحملني ثم دعا بفرسه الكامل فركبه واستخلف على مر وخاله جديع بن يزيد وصير طريقه على مرر الروذ فأتى قبر أبيه فأقام عنده ثلاثة أيام وأعطى من معه مائة درهم مائة درهم ثم أتى هراة فأرسل إلى الهاشمي قد أرحت وأسمنت وجبيت فلك ما جبيت وإن أردت زيادة زدناك فاخرج فوالله ما أحب أن أقاتلك قال فأبى إلا القتال ومعه عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة ودس الهاشمي إلى جند يزيد يمنيهم ويدعوهم إلى نفسه فأخبر بعضهم يزيد فقال جل الامر عن العتاب أتغدى بهذا قبل أن يتعشى بي فسار إليه حتى تدانى العسكران وتأهبوا للقتال وألقى ليزيد كرسي فقعد عليه وولى الحرب أخاه المفضل فأقبل رجل من أصحاب الهاشمي يقال له خليد عينين من عبد القيس على ظهر فرسه فرفع صوته فقال دعت يا يزيد بن المهلب دعوة * لها جزع ثم استهلت عيونها ولم يسمع الداعي النداء أجابها * بصم القنا والبيض تلقى جفونها وقد فر أشراف العراق وغادروا * بها بقرا للحين جما قرونها وأراد أن يحض يزيد فسكت يزيد طويلا حتى ظن الناس أن الشعر قد حركه ثم قال لرجل ناد وأسمعهم جشموهم ذلك فقال خليد لبئس المنادى والمنوه باسمه * تناديه أبكار العراق وعونها يزيد إذا يدعى ليوم حفيظة * ولا يمنع السوآت إلا حصونها فإني أراه عن قليل بنفسه * يدان كما قد كان قبل يدينها
(١٧٥)