العدل وسألت المعونة على الحق فأعانك الله على ما نويت إنك تشبه أباك في سيرته برضى الله والناس فقال له مطرف ههنا إلى فأوسع له فجلس إلى جنبه (قال أبو مخنف) فحدثني الحصين بن يزيد أنه كان من خير عامل قدم عليهم قط أقمعه للمريب وأشده إنكارا للظلم فقدم عليه بشر بن الأجدع الهمداني ثم الثوري وكان شاعرا فقال إني كلفت بخود غير فاحشة * غراء وهنانة حسانة الجيد كأنها الشمس يوم الدجن إذ برزت * تمشى مع الانس الهيف الاماليد سل الهوى بعلنداة مذكرة * عنها إلى المجتدى ذي العرف والجود إلى الفتى الماجد الفياض نعرفه * في الناس ساعة يحلى كل مردود من الأكارم أنسابا إذا نسبوا * والحامل الثقل يوم المغرم الصيد إني أعيذك بالرحمن بن نفر * حمر السبال كأسد الغابة السود فرسان شيبان لم نسمع بمثلهم * أبناء كل كريم النجل صنديد شدوا على ابن حصين في كتيبته * فغادروه صريعا ليلة العيد وابن المجالد أردته رماحهم * كأنما زل عن خوصاء صيخود وكل جمع بروذاباذ كان لهم * قد فض بالطعن بين النخل والبيد فقال له ويحك ما جئت إلا لترغبنا وقد كان شبيب أقبل من ساتيد ما فكتب مطرف إلى الحجاج أما بعد فانى أخبر الأمير أكرمه الله أن شبيبا قد أقبل نحونا فان رأى الأمير أن يمدني برجال أضبط بهم المدائن فعل فان المدائن باب الكوفة وحصنها فبعث إليه الحجاج بن يوسف سبرة بن عبد الرحمن بن مخنف في مائتين وعبد الله بن كناز في مائتين وجاء شبيب فأقبل حتى نزل قناطر حذيفة ثم جاء حتى انتهى إلى كلواذا فعبر منها دجلة ثم أقبل حتى نزل مدينة بهرسير ومطرف ابن المغيرة في المدينة العتيقة التي فيها منزل كسرى والقصر الأبيض * فلما نزل شبيب بهرسير قطع مطرف الجسر فيما بينه وبين شبيب وبعث إلى شبيب أن ابعث إلى رجالا من صلحاء أصحابك أدارسهم القرآن وانظر ما تدعون إليه فبعث
(١٠٧)