فدخلا على ابن عمر فقال خالد بن زياد أصلح الله الأمير ألا تأمر عمالك بسيرة أبيك قال أوليس سيرة عمر ظاهرة معروفة قال فما ينفع الناس منها ولا يعمل بها ثم قدما مرو فدفعا كتاب يزيد إلى نصر فرد ما كان أخذ لهم مما قدر عليه ثم نفذا إلى الحارث فلقيا مقاتل بن حيان وأصحابه الذين وجههم نصر إلى الحارث وكان ابن عمر كتب إلى نصر إنك آمنت الحارث بغير إذني ولا إذن الخليفة فأسقط في يديه فبعث يزيد بن الأحمر وأمره أن يفتك بالحارث إذا صار معه في السفينة فلما لقيا مقاتلا بآمل قطع إليه مقاتل بنفسه فكف عنه يزيد قال فأقبل الحارث يريد مرو وكان مقامه بأرض الشرك اثنتي عشرة سنة وقدم معه القاسم الشيباني ومضرس بن عمران قاضيه وعبد الله بن سنان فقدم سمرقند وعليها منصور ابن عمر فلم يتلقه وقال الحسن بلائه وكتب إلى نصر يستأذنه في الحارث أن يثب به فأيهما قتل صاحبه فإلى الجنة أو إلى النار وكتب إليه لئن قدم الحارث على الأمير وقد ضر ببنى أمية في سلطانهم وهو والغ في دم بعد دم قد طوى كشحا عن الدنيا بعد أن كان في سلطانهم أقراهم لضيف وأشدهم بأسا وأنفذهم غارة في الترك ليفرقن عليك بنى تميم وكان سردرحداه محبوسا عند منصور ابن عمر لأنه قتل بياسان فاستعدى ابنه جنده منصورا فحبسه فكلم الحارث منصورا فيه فخلى سبيله فلزم الحارث ووفى له (وفى هذه السنة) فيما زعم بعضهم وجه إبراهيم بن محمد الامام أبا هاشم بكير بن ماهان إلى خراسان وبعث معه بالسيرة والوصية فقدم مرو وجمع النقباء ومن بها من الدعاة فنعى لهم الإمام محمد بن علي ودعاهم إلى إبراهيم ودفع إليهم كتاب إبراهيم فقبلوه ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة فقدم بها بكير على إبراهيم بن محمد (وفى هذه السنة) أخذ يزيد بن الوليد لأخيه إبراهيم بن الوليد على الناس البيعة وجعله ولى عهده ولعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بعد إبراهيم بن الوليد وكان السبب في ذلك فيما حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد أن يزيد بن الوليد مرض في ذي الحجة سنة 126 فقيل له بايع لأخيك إبراهيم ولعبد العزيز
(٥٩٢)