فيما ذكر علي بن محمد عمن سميت من شيوخه عن البعير وفيه كلب فأجالوا على الكرى السياط فأوجعوه ضربا وحمل معه قبة عملها على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة وحمل معه خمرا وأراد أن ينصب القبة على الكعبة ويجلس فيها فخوفه أصحابه وقالوا لا نأمن الناس عليك وعلينا معك فلم يحركها وظهر للناس منه تهاون بالدين واستخفاف بن وبلغ ذلك هشاما فطمع في خلعه والبيعة لابنه مسلمة بن هشام وأراده على أن يخلعها ويبايع لمسلمة فأبى فقال له اجعلها له من بعدك فأبى فتنكر له هشام وأضربه وعمل سرا في البيعة لابنه فأجابه قوم قال فكان ممن أجابه خالاه محمد وإبراهيم ابنا هشام بن إسماعيل المخزومي وبنو القعقاع بن خليد العبسي وغيرهم من خاصته قال وتمادى الوليد في الشراب وطلب اللذات فأفرط فقال له هشام ويحك يا وليدي والله ما أدرى أعلى الاسلام أنت أم لا ما تدع شيئا من المنكر إلا أتيته غير متحاش ولا مستتر به فكتب إليه الوليد يا أيها السائل عن ديننا * نحن على دين أبى شاكر نشربها صرفا وممزوجة * بالسخن أحيانا وبالفاتر فغضب هشام على ابنه مسلمة وكان يكنى أبا شاكر وقال له يعيرني بك الوليد وأنا أرشحك للخلافة فالزم الأدب واحضر الجماعة وولاه الموسم سنة 119 فأظهر النسك والوقار واللين وقسم بمكة والمدينة أموالا فقال مولى لأهل المدينة يا أيها السائل عن ديننا * نحن على دين أبى شاكر الواهب الجرد بأرسانها * ليس بزنديق ولا كافر يعرض بالوليد وأم مسلمة بن هشام أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص فقال الكميت إن الخلافة كائن أوتادها * بعد الوليد إلى ابن أم حكيم فقال خالد بن عبد الله القسري أنا برئ من خليفة يكنى أبا شاكر فغضب مسلمة ابن هشام على خالد فلما مات أسد بن عبد الله أخو خالد بن عبد الله كتب أبو شاكر إلى خالد بن عبد الله بشعر هجا به نوفل خالدا وأخاه أسدا حين مات
(٥٢١)