بأس نصر ونجدته ورأيه وأطنب في ذلك ثم قال لو كان الله متعنا منه ببقية فاستوى هشام جالسا ثم قال ببقية ما ذا قال لا يعرف الرجل إلا بجرمه ولا يفهم عنه حتى يدنى منه وما يكاد يفهم صوته من الضعف لأجل كبره فقام حملة الكلبي فقال يا أمير المؤمنين كذب والله ما هو كما قال هو وهو فقال هشام ان نصر أليس كما وصف وهذا أمر يوسف بن عمر حسد النصر وقد كان يوسف كتب إلى هشام يذكر كبر نصر وضعفه ويذكر له سلم بن قتيبة فكتب إليه هشام أله عن ذكر الكناني فلما قدم مغراء على يوسف قال له قد علمت بلاء نصر عندي وقد صنعت به ما قد علمت فليس لي في صحبته خير ولالى بخراسان مقام فأمرني بالمقام فكتب إلى نصر إني قد حولت اسمه فأشخص إلى من قبلك من أهله وقيل إن يوسف لما أمر مغراء بعيب نصر قال كيف أعيبه مع بلائه وآثاره الجميلة عندي وعند قومي فلم يزل به فقال فيم أعيبه أعيب تجربته أم طاعته أو يمن نقيبته أو سياسته قال عبه بالكبر فلما دخل على هشام تكلم مغراء فذكر نصرا بأحسن ما يكون ثم قال في آخر كلامه لولا فاستوى هشام جالسا فقال ما لولا قال لولا أن الدهر قد غلب عليه قال ما بلغ به ويحك الدهر قال ما يعرف الرجل إلا من قريب ولا يعرفه إلا بصوته وقد ضعف عن الغزو والركوب فشق ذلك على هشام فتكلم حملة بن نعيم فلما بلغ نصرا قول مغراء بعث هارون بن السياوش إلى الحكم بن نميلة وهو في السراجين يعرض الجند فأخذ برجله فسحبه عن طنفسة له وكسر لواءه على رأسه وضرب بطنفسته وجهه وقال كذاك يفعل الله بأصحاب الغدر * وذكر علي بن محمد عن الحارث بن أفلح بن مالك بن أسماء بن خارجة لما ولى نصر خراسان أدنى مغراء بن أحمر بن مالك بن سارية النميري والحكم ابن نميلة بن مالك والحجاج بن هارون بن مالك وكان مغراء بن أحمر النميري رأس أهل قنسرين فآثر نصر مغراء وسني منزلته وشفعه في حوائجه واستعمل ابن عمه الحكم بن نميلة على الجوزجان ثم عقد للحكم على أهل العالية وكان أبوه بالبصرة عليهم وكان بعده عكابة بن نميلة ثم أوفد نصر وفدا من أهل الشأم وأهل خراسان وصير عليهم مغراء وكان في الوفد حملة بن نعيم الكلبي فقال عثمان بن صدقة بن وثاب
(٥١٠)