نعم أفأقدم قوما قال لا قال أفأقدم خباء حتى يضرب لنا قال نعم فبعث برجلين بخباء فضرب وغدا هشام والأبرش وغدا الناس فقعد هشام والأبرش كل واحد منهما على كرسي وقد إلى كل واحد منهما شاة فحلب هشام الشاة بيده النار وقال تعلم يا أبرش أنى لم أبس الحلب ثم أمر بملة فعجنت وأوقد بيده ثم فحصها وألق الملة وجعل يقلبها بالمحراث ويقول يا أبرش كيف ترى رفقي حتى نضجت ثم أخرجها وجعل يضربها بالمحراث ويقول جبينك جبينك والأبرش يقول لبيك لبيك وهذا شئ تقوله الصبيان إذا خبزت لهم الملة ثم تغدى وتغدى الناس ورجع قال وقدم علباء ابن منظور الليثي على هشام فأنشده قالت علية واعتزمت لرحلة * زوراء بالاذنين ذات تسدر أين الرحيل وأهل بيتك كلهم * كل عليك كبيرهم كالأصغر فأصاغر أمثال سلكان القطا * لا في ثرى مال ولا في معشر إني إلى ملك الشآم لراحل * وإليه يرحل كل عبد موقر فلأتركنك إن حييت غنية * بندى الخليفة ذي الفعال الأزهر إنا أناس ميت ديواننا * ومتى يصبه ندى الخليفة ينشر فقال له هشام هذا الذي كنت تحاول وقد أحسنت المسألة فأمر له بخمسمائة درهم وألحق له عيلا في العطاء قال وأتى هشاما محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال مالك عندي شئ ثم قال إياك أن يغرك أحد فيقول لم يعرفك أمير المؤمنين إني قد عرفتك أنت محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فلا تقيمن وتنفق ما معك فليس لك عندي صلة فالحق بأهلك قال وقف هشام يوما قريبا من حائط له فيه زيتون ومعه عثمان بن حيان المري وعثمان قائم يكاد رأسه يوازى رأس أمير المؤمنين وهو يكلمه إذ سمع نفض الزيتون فقال لرجل انطلق إليهم فقل لهم ألقطوه لقطا ولا تنفضوه نفضا فتتفقأ عيونه وتتكسر غصونه قال وحج هشام فأخذ الأبرش مخنثين ومعهم البرابط فقال هشام احبسوهم وبيعوا متاعهم فما أدرى ما هو وصيروا ثمنه في بيت المال فإذا صلحوا فردوا عليهم الثمن
(٥١٨)