أتى نصرا عهده على خراسان فأتاه قوم من خاصته فسألوه فقال ما جاءني شئ فمكث يومه فدخل عليه من الغد أبو حفص بن علي أحد بنى حنظلة وهو صهره وكانت ابنته تحت نصر وكان أهوج كثير المال فقال له إن الناس قد خاضوا وأكثروا في ولايتك فهل جاءك شئ فقال ما جاءني شئ فقام ليخرج فقال مكانك وأقرأه الكتاب فقال ما كان حفص ليكتب إليك إلا بحق قال فبينا هو يكلمه إذ استأذن عليه عبد الكريم فدفع إليه عهده فوصله بعشرة آلاف درهم ثم استعمل نصر على بلخ مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم واستعمل وشاح ابن بكير بن وشاح على مرو الروذ والحارث بن عبد الله بن الحشرج على هراة وزياد ابن عبد الرحمن القشيري على أبرشهر وأبا حفص بن علي ختنه على خوارزم وقطن ابن قتيبة على السغد فقال رجل من أهل الشأم من اليمانية ما رأيت عصبية مثل هذه قال بلى التي كانت قبل هذه فلم يستعمل أربع سنين إلا مضريا وعمرت خراسان عمارة لم تعمر قبل ذلك مثلها ووضع الخراج وأحسن الولاية والجباية فقال سوار بن الأشعر أضحت خراسان بعد الخوف آمنة * من ظلم كل غشوم الحكم جبار لما أتى يوسفا أخبار ما لقيت * اختار نصرا لها نصر بن سيار وقال نصر بن سيار فيمن كره ولايته تعز عن الصبابة لا تلام * كذلك لا يلم بك احتمام أإن سخطت كبيرة بعد قرب * كلفت بها وباشرك السقام ترحى اليوم ما وعدت حديثا * وقد كذبت مواعدها الكرام ألم تر أن ما صنع الغواني * عسير لا يريغ به الكلام أبت لي طاعتي وأبى بلائي * وفوزي حين يعترك الخصام وإنا لا نضيع لنا ملما * ولا حسبا إذا ضاع الذمام ولا نغضى على غدر وإنا * نقيم على الوفاء فلا نلام
(٤٨٠)