بتارك البغى أولى فأمير المؤمنين يستعين الله عليهم وعلى غيرهم من رعيته ويسأل إلهه ومولاه ووليه أن يصلح منهم ما كان فاسدا وأن يسرع بهم إلى النجاة والفوز إنه سميع قريب (رجع الحديث إلى حديث هشام) قال فرجع زيد إلى الكوفة فاستخفى قال فقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حيث أراد الرجوع إلى الكوفة أذكرك الله يا زيد لما لحقت بأهلك ولم تقبل قول أحد من هؤلاء الذين يدعونك إلى ما يدعونك إليه فإنهم لا يفون لك فلم يقبل منه ذلك ورجع قال هشام قال أبو مخنف فأقبلت الشيعة لما رجع إلى الكوفة يختلفون إليه ويبايعون له حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل فأقام بالكوفة بضعة عشر شهرا إلا أنه قد كان منها بالبصرة نحو شهرين ثم أقبل إلى الكوفة فأقام بها وأرسل إلى أهل السواد وأهل الموصل رجالا يدعون إليه قال وتزوج حيث قدم الكوفة ابنة يعقوب بن عبد الله السلمي أحد بنى فرقد وتزوج ابنة عبد الله بن أبي العنبس الأزدي قال وكان سبب تزوجه إياها أن أمها أم عمرو بنت الصلت كانت ترى رأى الشيعة فبلغها مكان زيد فأتته لتسلم عليه وكانت امرأة جسيمة جميلة لحيمة قد دخلت في السن إلا أن الكبر لا يستبين عليها فلما دخلت على زيد بن علي فسلمت عليه ظن أنها شابة فكلمته فإذا أفصح الناس لسانا وأجمله منظرا فسألها عن نسبها فانتسبت له وأخبرته ممن هي فقال لها هل لك رحمك الله أن تتزوجيني قالت أنت والله رحمك الله رغبة لو كان من أمري التزويج قال لها وما الذي يمنعك من ذلك قالت يمنعني من ذلك أنى قد أسننت فقال لها كلا قد رضيت ما أبعدك من أن تكوني قد أسننت قالت رحمك الله أنا أعلم بنفسي منك وبما أتى على من الدهر ولو كنت متزوجة يوما من الدهر لما عدلت بك ولكن لي ابنة أبوها ابن عمى وهى أجمل منى وأنا أزوجكها إن أحببت قال رضيت أن تكون مثلك قالت له لكن خالقها ومصورها لم يرض أن يجعلها مثلي حتى جعلها أبيض وأوسم وأجسم وأحسن منى دلا وشكلا فضحك زيد وقال لها قد رزقت فصاحة ومنطقا حسنا فأين فصاحتها من فصاحتك قالت أما هذا فلا علم لي به لانى نشأت بالحجاز ونشأت ابنتي بالكوفة فلا أدرى لعل
(٤٩١)