للوالي أم والله لقد جمعتنا لأمر ما كان أبو بكر ولا عمر ليجمعانا على مثله وإني أشهد الله أن لا أنازعه إليك محقا ولا مبطلا ما كنت حيا ثم قال لعبد الله انهض يا ابن زعم فنهضا وتفرق الناس وقال بعضهم لم يزل زيد ينازع جعفر بن حسن ثم عبد الله بعده حتى ولى هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم المدينة فتنازعا فأغلظ عبد الله لزيد وقال يا ابن الهندكية فتضاحك زيد وقال قد فعلتها يا أبا محمد ثم ذكر أمه بشئ وذكر المدائني أن عبد الله لما قال ذلك لزيد قال زيد أجل والله لقد صبرت بعد وفاة سيدها فما تعتبت بابها إذ لم يصبر غيرها قال ثم ندم زيد واستحيى من عمته فلم يدخل عليها زمانا فأرسلت إليه يا ابن أخي إني لاعلم أن أمك عندك كأم عبد الله عنده وقيل إن فاطمة أرسلت إلى زيد إن سب عبد الله أمك فاسبب أمه وانها قالت لعبد الله أقلت لام زيد كذا و كذا قال نعم قالت فبئس والله ما صنعت أم والله لنعم دخيلة القوم كانت فذكر أن خالد بن عبد الملك قال لهما أغدوا علينا غدا فلست لعبد الملك ان لم أفضل بينكما فباتت المدينة تغلى كالمرجل يقول قائل كذا وقائل كذا: قائل يقول قال زيد كذا وقائل يقول قال عبد الله كذا فلما كان الغد جلس خالد في المجلس في المسجد واجتمع الناس فمن شامت ومن مهموم فدعا بهما خالد وهو يحب أن يتشاتما فذهب عبد الله يتكلم فقال زيد لا تعجل يا أبا محمد أعتق زيد ما يملك ان خاصمك إلى خالد أبدا ثم أقبل على خالد فقال له يا خالد لقد جمعت ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ما كان يجمعهم عليه أبو بكر ولا عمر قال خالد أما لهذا السفيه أحد فتكلم رجل من الأنصار من آل عمرو بن حزم فقال يا ابن أبي تراب وابن حسين السفيه ما ترى لوال عليك حقا ولا طاعة فقال زيد اسكت أيها القحطاني فانا لا نجيب مثلك قال ولم ترغب منى فوالله إني لخير منك وأبى خير من أبيك وأمي خير من أمك فتضاحك زيد وقال يا معشر قريش هذا الدين قد ذهب أفذهبت الأحساب فوالله إنه ليذهب دين القوم وما تذهب أحسابهم فتكلم عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال كذبت
(٤٨٥)