ديرا هنالك وخالد يقفوهم فحصرهم في الدير فخرجوا عليه فهزموه نحوا من فرسخين حتى ألقوا أنفسهم في دجلة بخيلهم وألقى خالد نفسه بفرسه فمر به ولواؤه في يده فقال شبيب قاتله الله فارسا وفرسه، هذا أشد الناس وفرسه أقوى فرس في الأرض فقيل له هذا خالد بن عتاب فقال معرق له في الشجاعة والله لو علمت لأقحمت خلفه ولو دخل النار (رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف) عن أبي عمر والعذري أن الحجاج دخل الكوفة حين انهزم شبيب ثم صعد المنبر فقال والله ما قوتل شبيب قط قبلها مثلها ولى والله هاربا وترك امرأته يكسر في استها القصب ثم دعا حبيب بن عبد الرحمن الحكمي فبعثه في أثره في ثلاثة آلاف من أهل الشأم فقال له الحجاج احذر بياته وحيثما لقيته فنازله فان الله قد فل حده وقصم نابه فخرج حبيب بن عبد الرحمن في أثر شبيب حتى نزل الأنبار وبعث الحجاج إلى العمال أن دسوا إلى أصحاب شبيب أن من جاءنا منهم فهو آمن فكان كل من ليست له تلك البصيرة ممن قد هده القتال يجئ فيؤمن وقبل ذلك ما قد نادى فيهم الحجاج يوم هزموا إن من جاءنا منكم فهو آمن فتفرق عنه ناس كثير من أصحابه وبلغ شبيبا منزل حبيب بن عبد الرحمن الأنبار فأقبل بأصحابه حتى إذا دنا من عسكرهم نزل فصلى بهم المغرب (قال أبو مخنف) فحدثني أبو يزيد السكسكي قال أنا والله في أهل الشأم ليلة جاءنا شبيب فبيتنا قال فلما أمسينا جمعنا حبيب بن عبد الرحمن فجعلنا أرباعا وقال لكل ربع منا ليجزئ كل ربع منكم جانبه فان قاتل هذا الربع فلا يغثهم هذا الربع الآخر فإنه قد بلغني أن هذه الخوارج منا قريب فوطنوا أنفسكم على أنكم مبيتون ومقاتلون فما زلنا على تعبيتنا حتى جاءنا شبيب فبيتنا فشد على ربع منا عليهم عثمان بن سعيد العذري فضاربهم طويلا فما زالت قدم الانسان منهم ثم تركهم وأقبل على الربع الآخر وقد جعل عليهم سعد بن بجل العامري فقاتلهم فما زالت قدم إنسان منهم ثم تركهم وأقبل على الربع الآخر وعليهم النعمان بن سعد الحميري فما قدر منهم على شئ ثم أقبل على الربع الآخر وعليهم ابن أقيصر الخثعمي فقاتلهم طويلا فلم يظفر بشئ ثم أطاف بنا يحمل علينا حتى ذهب ثلاثة أرباع الليل وألزبنا؟ حتى قلنا لا يفارقنا
(١٠٠)