____________________
* قال المصنف في الحاشية على هذا الحديث أقول: هذا الحديث الشريف موافق لما اخترناه من أن أول الواجبات الإقرار بالشهادتين، ولما تواترت به الأخبار: من أن معرفة خالق العالم ومعرفة النبي والأئمة (عليهم السلام) ليستا من أفعالنا الاختيارية، ومن أنه على الله بيان هذه الأمور وإيقاعها في القلب بأسبابها وبأن على الخلق بعد أن أوقع الله في قلوبهم تلك المعارف الإقرار بها والعزم على العمل بمقتضاها، ومن أن الإيمان عمل كله، ومن أن المعرفة متقدمة عليه، ومن أن تحصيل المعرفة ليس تحت قدرة العبد وتحصيل الإيمان تحت قدرته.
أقول: ليس في هذا الحديث موافقة لما اختص باختياره من الأمور الخارجة عن الاتفاق، بل في كلام السائل والإمام (عليه السلام) ما يرشد إلى أن جميع ما ذكر من دعائم الإسلام مسندة إلى فعل العبد، لأن إسناد التقصير في الفعل إليه يدل على قدرته عليه وإن ترك فعله باختياره؛ وكذلك نسبة الشهادة والإيمان والإقرار وحق الأموال والولاية إلى فعله. وقد اعترف المصنف به هنا بأن الإيمان عمل كله وأ نه تحت قدرة العبد، بخلاف المعرفة. وقد عرفت أن الذي ورد في المعرفة ورد مثله في الإيمان، وكلاهما مخالف للاتفاق فإما أن يعترف المصنف بتساوي حكميهما في اعتقاد الظاهر أو بتأويليهما، وإلا فلا وجه للفرق بينهما بحال.
ومما يدل على أن معرفة النبي والأئمة (عليهم السلام) ليست حاصلة للمكلف قبل الدعوة إليها قوله تعالى: (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم - إلى قوله - ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) فكيف يصدر هذا الكلام ممن سبق في عمله من الله - سبحانه - معرفته وإدراكه ومعرفة النبي والأئمة (عليهم السلام) ومع ذلك لا يكون متذكرا لشيء منه وينكره أشد الإنكار ويتعجب ويتوحش منه! وإن قلنا: إن الله سبحانه حجب معرفة ذلك عنهم ولم يمنحهم بها فلا يحسن في حكمه تعالى
أقول: ليس في هذا الحديث موافقة لما اختص باختياره من الأمور الخارجة عن الاتفاق، بل في كلام السائل والإمام (عليه السلام) ما يرشد إلى أن جميع ما ذكر من دعائم الإسلام مسندة إلى فعل العبد، لأن إسناد التقصير في الفعل إليه يدل على قدرته عليه وإن ترك فعله باختياره؛ وكذلك نسبة الشهادة والإيمان والإقرار وحق الأموال والولاية إلى فعله. وقد اعترف المصنف به هنا بأن الإيمان عمل كله وأ نه تحت قدرة العبد، بخلاف المعرفة. وقد عرفت أن الذي ورد في المعرفة ورد مثله في الإيمان، وكلاهما مخالف للاتفاق فإما أن يعترف المصنف بتساوي حكميهما في اعتقاد الظاهر أو بتأويليهما، وإلا فلا وجه للفرق بينهما بحال.
ومما يدل على أن معرفة النبي والأئمة (عليهم السلام) ليست حاصلة للمكلف قبل الدعوة إليها قوله تعالى: (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم - إلى قوله - ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) فكيف يصدر هذا الكلام ممن سبق في عمله من الله - سبحانه - معرفته وإدراكه ومعرفة النبي والأئمة (عليهم السلام) ومع ذلك لا يكون متذكرا لشيء منه وينكره أشد الإنكار ويتعجب ويتوحش منه! وإن قلنا: إن الله سبحانه حجب معرفة ذلك عنهم ولم يمنحهم بها فلا يحسن في حكمه تعالى