وأوضحت وجوهها تأويل ما ضاق صبرك عنه ولم تطق السكوت عليه، ومعنى التأويل هنا هو المآل الذي آلت إليه تلك الأمور، وهو اتضاح ما كان مشتبها على موسى وظهور وجهه، وحذف التاء من تسطع تخفيفا.
وقد أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في قوله (لقد جئت شيئا إمرا) يقول: نكرا. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (أمرا) قال:
عجبا. وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب في قوله (لا تؤاخذني بما نسيت) قال: لم ينس، ولكنها من معاريض الكلام. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كان الخضر عبدا لا تراه الأعين، إلا من أراد الله أن يريه إياه، فلم يره من القوم إلا موسى ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين خرق السفينة وبين قتل الغلام. وأقول:
ينبغي أن ينظر من أين له هذا؟ فإن لم يكن مستنده إلا قوله: ولو رآه القوم الخ، فليس ذلك بموجب لما ذكره، أما أولا فإن من الجائز أن يفعل ذلك من غير أن يراه أهل السفينة وأهل الغلام، لا لكونه لا تراه الأعين، بل لكونه فعل ذلك من غير اطلاعهم. وأما ثانيا فيمكن أن أهل السفينة وأهل الغلام قد عرفوه وعرفوا أنه لا يفعل ذلك إلا بأمر من الله كما يفعل الأنبياء، فسلموا لأمر الله. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله (نفسا زاكية) قال:
مسلمة. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، قال: لم تبلغ الخطايا. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن نحوه. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (شيئا نكرا) قال: النكر أنكر من العجب. وأخرج أحمد عن عطاء قال: كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان، فكتب إليه إن كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم. وزاد ابن أبي شيبة من طريق أخرى عنه: ولكنك لا تعلم، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قتلهم فاعتزلهم. وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا، ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا وكفرا. وأخرج أبو داود والترمذي وعبد الله بن أحمد والبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ (من لدني عذرا) مثقلة. وأخرج ابن مردويه عن أبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ (أن يضيفوهما) مشددة وأخرج ابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قرأ (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض) فهدمه، ثم قعد يبنيه. قلت: ورواية الصحيحين التي قدمناها أنه مسحه بيده أولى. وأخرج الفريابي في معجمه وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ (لو شئت لتخذت عليه أجرا) مخففة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " رحمة الله علينا وعلى موسى، لو صبر لقص الله علينا من خبره، ولكن (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني). وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) وأخرج ابن الأنباري عن أبي بن كعب أنه قرأها كذلك. وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبي الزاهرية قال: كتب عثمان " وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ". وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس أنه كان يقرأ " وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال هي في مصحف عبد الله " فخاف ربك أن يرهقهما طغيانا وكفرا ". وأخرج ابن المنذر وابن