وقال الفراء والكسائي وغيرهما المراد بالوعد الحق القيامة والواو زائدة والمعنى حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق وهو القيامة فاقترب جواب إذا وأنشد الفراء * فلما أجزنا ساحة الحي والتحى لأنه أي انتحى ومنه قوله تعالى وتله للجبين وناديناه وأجاز الفراء أن يكون جواب إذا فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا وقال البصريون الجواب محذوف والتقدير قالوا يا ويلنا وبه قال الزجاج والضمير في فإذا هي للقصة أو مبهم يفسره ما بعده وإذا للمفاجأة وقيل إن الكلام تم عند قوله هي والتقدير فإذا هي يعنى القيامة بارزة واقع كأنها آتية حاضرة ثم ابتدأ فقال شاخصة أبصار الذين كفروا على تقديم الخبر على المبتدأ أي أبصار الذين كفروا شاخصة ويا ويلنا على تقدير القول قد كنا في غفلة من هذا أي من هذا الذي دهمنا من العبث والحساب بل كنا ظالمين أضربوا عن وصف أنفسهم بالغفلة أي لم نكن غافلين بل كنا ظالمين لأنفسنا بالتكذيب وعدم الانقياد للرسل وقد أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في لسان امرأة زكريا طول فأصلحه الله وروى نحو ذلك عن جماعة من التابعين وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال وهبنا له ولدها وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال كانت عاقرا فجعلها الله ولودا ووهب له منها يحيى وفى قوله وكانوا لنا خاشعين قال أذلاء وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله يدعوننا رغبا ورهبا قال رغبا في رحمة الله ورهبا من عذاب الله وأخرج ابن مردويه عن جابر ابن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله سبحانه ويدعوننا رغبا ورهبا قال رغبا هكذا ورهبا هكذا وبسط كفيه يعنى جعل ظهرهما للأرض في الرغبة وعكسه في الرهبة وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عكيم قال خطبنا أبو بكر الصديق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله إن هذه أمتكم أمة واحدة قال إن هذا دينكم دينا واحدا وأخرج ابن جرير عن مجاهد مثله وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وتقطعوا أمرهم بينهم قال تقطعوا اختلفوا في الدين وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله وحرام على قرية أهلكناها قال وجب إهلاكها أنهم لا يرجعون قال لا يتوبون وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ وحرم على قرية قال وجب على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون كما قال ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد بن جبير مثله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من كل حدب قال شرف ينسلون قال يقبلون وقد ورد في قصة يأجوج ومأجوج وفى وقت خروجهم أحاديث كثيرة لا يتعلق بذكرها ها هنا كثير فائدة سورة الأنبياء الآية (98 101)
(٤٢٧)