المسلمين الحرب، وأمنه على نفسه وماله وذريته. وأما ثوابه في الآخرة فنار جهنم.
" وكان الله سميعا بصيرا " يعني انه كان لم يزل على صفة يجب ان يسمع المسموعات إذا وجدت، ويبصر المبصرات إذا وجدت. وهذه الصفة هي كونه حيا لا آفة فيه والصفة حاصلة له في الأزل والآفات مستحيلة عليه، فوجب وصفه بأنه سميع بصير وإنما ذكر هاهنا ذلك، ليبين ان ما يقوله المنافقون إذا لقوا المؤمنين فان الله يسمعه ويعلمه وهو قولهم: إنا مؤمنون بصيرا بما يضمرونه وينطوون عليه من النفاق. وموضع كان في قوله: " من كان " جزم، لأنه شرط والجواب الفاء. وارتفعت (يريد) لأنه ليس فيها حرف عطف كما قال: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها " (1) وقال: " من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها " (2) جزم، لأنه جواب الشرط.
قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ان يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا أو ترضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا) (135) آية.
[القراءة والحجة:
قرأ ابن عامر وحمزة (وإن تلوا) بضم اللام، بعدها واو واحدة ساكنة.
الباقون يسكنون اللام بواوين بعدها أولهما مضمومة. حجة من قرأ بواو واحدة أن قال: إن ولاية الشئ اقبال عليه وخلاف الاعراض عنه. والمعنى ان تقبلوا أو تعرضوا فإن الله بما تعملون خبيرا فيجازي المحسن المقبل باحسانه، والمسئ المعرض