أنظر إليه قال: فانطلقت إليه فأخذت منه الكتاب، ثم أتيته به فعرضته عليه فإذا فيه من أبواب الصدقات وأبواب الديات وإذا فيه: " في العين خمسون، وفي الجائفة الثلث وفي المنقلة خمس عشرة وفي الموضحة خمس من الإبل ".
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) كتاب آخر كتبه (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن إلى أبناء عبد كلال كما سيأتي أرسله مع عمرو بن حزم، فالتبس الأمر على الرواة والمحدثين، فجعلوه وكتابه لعمرو بن حزم كتابا واحدا روي من طريقين بينهما بعض الخلاف، ولأجل ذلك قال البيهقي في الدلائل بعد نقله عن ابن إسحاق: وقد روى سليمان بن داود وسليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده هذا الحديث موصولا بزيادات كثيرة، وفي الزكاة والديات وغير ذلك ونقصان عن بعض ما ذكرنا، وكذلك غيره من المحدثين كما لا يخفى على من راجع كتب الحديث، وذهلوا عن أنه (صلى الله عليه وآله) كتب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران إلى بني الحارث بن كعب، وروي ذلك بطرق كثيرة كما أشرنا إليه، بل هو كتاب معروف ومشهور عندهم، وهذا الكتاب كتاب عهد لعمرو المبعوث من قبله (صلى الله عليه وآله) وكتب كتابا آخر في جواب كتاب أبناء عبد كلال وبعثه مع عمرو بن حزم، وفي فتوح البلدان: 95 بعد نقله كتاب عمرو بن حزم عن ابن إسحاق روى كتابه (صلى الله عليه وآله) إلى ملوك حمير عن ابن إسحاق أيضا، وهذا أيضا يدل على التعدد كما قلنا.
قال عبد المنعم في رسالات نبوية: 208: " تنبيه: فهذا الكتاب هو الذي وهم فيه النسائي وغيره من أرباب السير والحديث، وزعموا أن الكتاب الذي بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أهل اليمن هو الذي كتبه لعمرو بن حزم وليس كذلك... ومنشأ الوهم هو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب هذين الكتابين ودفعهما لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن، فكانت الكتابة وقعت في حين واحد.
وسيأتي الكتاب إلى أبناء عبد كلال بعد ذلك.