نمير قال: أجئتم لتسلموا؟ فقال زيد: لا وقال قرة: أما أنا يا رسول الله فجئت إليك أخاصم في دية أبي عند هذا... قال: فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قوم قد جئناكم من عند خير الناس... قال فاجتمع نفر منهم أبو زهير وعدة من بني جعونة بن الحارث وشريح بن الحارث أحد بني عبد الله وقرة بن دعموص فتوجهوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما قدموا عليه تقدم الأشياخ الجعويون (نسبة إلى جعونة) وتخلف قرة بن دعموص وشريح بن الحارث في الركاب فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أنتم؟
قالوا: نحن بنو نمير قال: فما جاء بكم؟ أجئتم لتسلموا؟ قالوا: نعم قال: فلمن تأخذون؟ قالوا: نأخذ لبني الحارث بن نمير قال: أفلا تأخذون لعمريين؟ قالوا: لا فأسلموا وأخذوا لبني الحارث ثم انصرفوا إلى ركابهم فقال لهم شريح: ماذا صنعتم؟
قالوا: صنعنا خيرا وأخذنا لبني الحارث بن نمير قال: ما صنعتم شيئا ثم أقبل على قرة بن دعموص فقال: ألست تعرفه؟ قال: بلى قال: فانطلق قال: فلبسا ثيابهما ثم انطلقا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما تقدما إليه عرف قرة فقال: ألست الغلام النميري الذي أتاني يخاصم في دية أبيه؟ فقال: بلى يا رسول الله... ثم دنا منه شريح بن الحارث فأسلم وقال: آخذ لقومي قال: لمن تأخذ؟ قال: آخذ لبني نمير كلها قال:
وللعمريين؟ قال: وللعمريين، قال: إني قد بعثت خالد بن الوليد سيف الله (؟) وعيينة بن حصن الفزاري إلى أهلكم وهذه برأتكم قال: فكتب لهما كتابا - فنقل الكتاب المذكور - فرجعا إلى رحالهما قال: فتخلف الأشياخ عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانطلق شريح وقرة إلى خالد حتى قدما عليه وهو منيخ وهو وصاحبه... فقال خالد: من أنتما؟ قالا: رجلان من بني نمير قال خالد: كيف تريان هذه الخيل... ودفعا إليه كتاب رسول الله على رؤوس الناس فقال خالد: أما والله حتى تتلقوني بالأذان فلا، فقال شريح لقرة: اركب يا قرة هذه وتوجه إلى قومك وإن قدرت أن تشق بطنك فضلا عن ثيابك فافعل أصرخ فيهم ومرهم أن يتلقوه بالأذان... قال فلم يزل شريح عامل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قومه وعامل أبي بكر فلما قام عمر (رضي الله عنه) أتاه