الجامعة فيها جميع ما يحتاج إليه الناس، فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر فالعلم بما يكون، وأما المزبور فالعلم بما كان، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام، وأما النقر في الأسماع فحديث الملائكة نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم، وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى، وأما مصحف فاطمة (عليها السلام) ففيه ما يكون من حادث، وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة، وأما الجامعة فهو كتاب طوله سبعون ذراعا بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فلق فيه، وخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) بيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة حتى أن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة (1).
21 - عن حماد بن عثمان عن علي بن سعيد قال: " كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده محمد بن عبد الله بن علي إلى جنبه جالسا، وفي المجلس عبد الملك بن أعين ومحمد الطيار وشهاب بن عبد ربه، فقال رجل من أصحابنا: جعلت فداك إن عبد الله بن الحسن يقول: لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) بعد كلام: أما تعجبون من عبد الله يزعم أن أباه علي من لم يكن إماما، ويقول: إنه ليس عندنا علم وصدق، والله ما عنده علم ولكن والله - وأهوى بيده إلى صدره - إن عندنا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسيفه ودرعه، وعندنا والله مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخطه علي (عليه السلام) بيده والجفر، وما يدرون مسك شاة أو مسك بعير.