من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا، فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به، جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضئ لأهل تلك العرصات، وحلة لا يقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها. ثم ينادي مناد: هذا عالم من بعض تلامذة آل محمد، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله، فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان، فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا أو أوضح له عن شبهة.
قال:
وحضرت امرأة عند فاطمة الصديقة عليها السلام، فقالت: إن لي والدة ضعيفة، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ، وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها عن ذلك، ثم ثنت فأجابت، ثم ثلثت، إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة، وقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله. قالت فاطمة عليها السلام: هاتي سلي عما بدا لك، أرأيت من اكتري 2 يصعد يوما إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ قالت: لا. فقالت أكريت [خ ل: اكتريت] أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا، فأحرى أن لا يثقل علي، سمعت أبي صلى الله عليه وآله يقول: إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف خلعة من نور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل:
أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم! هؤلاء تلامذتكم، والأيتام الذين كفلتموهم، ونعشتموهم، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذ عنهم من العلوم، حتى أن فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف حلة، .