في الجرى إلى أن بعد عنى بعدا شاسعا ودخل الغيطة وعادت إلى نفسي ومضيت في طريقي.
حدثني القاضي أبو بكر أحمد بن سيار. قال: حدثني شيخ من أهل النير ومكران رأيته بعمان ووجدتهم يذكرون ثقته ومعرفته بالبحر وأنه دخل الهند والصين. قال: كنت ببعض البلدان بالهند وقد خرج على ملكها خارج فأنفذ إليه الجيوش فطلب منه الأمان فأمنه فسار ليدخل إلى بلد الملك، فلما قرب أخرج الملك جيشا لتلقيه وكذا الآلات وخرجت العامة تنظر دخوله فخرجت معهم فلما قعدنا في الصحراء ووقف الناس ينتظرون طلوع الرجل فطلع وهو راجل في عدة رجال من أصحابه وعليه ثوب حرير ومئزر وفى وسطه جرى على زي القوم والجرى مدية معوجة الرأس من سلاح الهند فتلقوه باكرام، ومشوا معه حتى انتهوا إلى فيلة عظيمة قد أخرجت للزينة وعليها الفيالون ومنها فيل يحض الملك نفسه ويركبه في بعض الأوقات، فلما قرب منه. قال له الفيال: تنح عن طريق الفيل. فسكت عنه فأعاد عليه الفيال القول: فسكت. فقال: يا هذا احذر على نفسك وتنح عن طريق فيل الملك. فقال له الخارجي: قل لفيل الملك يتنحى عن طريقي. فغضب الفيال وأغرى الفيل به بكلام كلمه به فغضب الفيل وعمد إلى الخارجي فلف خرطومه عليه فقبض الخارجي بيده على الخرطوم وشاله الفيل إشالة عظيمة والناس يرون، وأنا فيهم وخبط به الأرض فإذا هو قد انتصب قائما على قدميه فوق الأرض ولم ينح يده عن الخرطوم فزاد غضب الفيل فأشاله أعظم من تلك وعدا ثم رمى به الأرض، فإذا هو قد حصل عليها مستويا على قدميه منتصبا قابضا على الخرطوم فسقط الفيل ميتا، لان قبضه الخرطوم تلك المدة كانت على النفس فقتله. قال: فوكل به وحمل إلى الملك وحدث بالصورة فأمر بقتله. قال: فاجتمعت القحاب (بهذا اللفظ وهن النساء الفواجر يفعلن ذلك بالهند ظاهرا عند البر تقربا إليه بذلك عندهم قال وهن العدول يشهدن في الحقوق ويقمن الشهادة فيقطع بها حاكمهم في سائر الأمور