بدخنة معه فظهرت الأفعى فحين رآها هاله أمرها وقصدته الأفعى فنهشته فتلف في الحال فصار لي حديث بذلك وشاع الخبر فامتنع الحواؤن من المجئ وتغربت عن الضيعة وبطلت معيشتي فيها وذات يوم كنت جالسا في النهر الآخر إذ جاءني رجل فسلم على وقال بلغني خبر أفعى عندك قد قتل فلان الحواء وأخرب عليك. ضيعتك فجئت لا تدلي عليك حتى آخذه فقلت ما أحب تعرضك لهذا وقد صار لي بتلف ذاك الحواء ذكره فقال: إن ذلك الحواء كان أخي وأنا أريد أخذ ثأره أو اللحوق به قلت تشهد على نفسك أهل الأنهار المجاورة إن هذا باختيارك لا بمسألة لي في ذلك. قال نعم: ففعل وأريته البسان قال أريد شيئا آكل فجئناه بطعام فأكل ثم أخرج دهنا كان معه فطلى به جميع بدنه. وقال لغلام كان معه: انظر هل بقي موضع من غير ما أطليه. فقال له الصبي لا: فجلست أنا فوق السطح الذي كان في داري أنظر فأخرج الحواء دهنه فتبخر بها فما كان بأسرع من أن ظهر الأفعى كأنه دن فحين قرب من الحواء هرب منه وتبعه الحواء فلحقه وقبض عليه فالتفت الأفعى وعضت يده فتركه الحواء وذهب عليه أمره فجئناه وحملناه فمات في الليل وانقلبت الناحية بحديث الأفعى ومضى على هذا مدة. فجاءني رجل يشبه الرجل وسألني عما سألني عنه الاخوان فأخبرته بالخبر. فقال: الرجلان أخواي ولابد لي أن آخذ بثأرهما أو أكون اللاحق بهما فأشهدت عليه وأريته الموضع وصعدت إلى السطح فشرب هذا أقداحا كثيرة وأخرج دهنا كان معه وطلى به دفعات وكل مرة يسأل غلامه فيقول هل بقي موضع لم يبلغه الطلاء فيقول له الغلام أعد الطلاء فيعيده حتى طلا نفسه ثلاث دفعات وصار الدهن يسقط عن بدنه وبخر فخرج الأفعى فطلبه الحواء فأخذ الأفعى يحاربه ومكن الحاوي يده من قفاه فانثنى عليه فعض إبهامه فبادر الحواء فخرم فاه وجعله في سله، وأخرج سكينا وقطع ابهام نفسه، وغلا زيتا وكواها به وخر كالتالف
(٢٩٩)