وهذا لصدقه * وذكر المدايني في كتابه يرفعه إلى رجل كان من أسراء الحجاج من أصحاب بن الأشعث قال: جعل الحجاج يقتل عامة يومه الاسراء وبقيت منا جماعة قليلة، وأتى برجل ليضرب عنقه فقال يا حجاج: والله لان كنا أسأنا الفعل فما أحسنت في العقوبة، ولئن كنا لزمنا الجناية فما كرمت في العفو. فقال: رده يا حرسي كيف قلت؟ فأعاده. فقال الحجاج صدقت والله أف لهذه الجيف والجثث أما كان فيها أحد ينبهنا كما نبهتنا أطلقوا عنه * وذكر المدايني في كتابه عن معمر بن المسنى قال: أتى الحجاج بقوم ممن كانوا خرجوا عليه أمر بهم فقتلوا، وأقيمت الصلاة وقد بقي منهم رجل واحد فقال الحجاج لعنبسة: انصرف بهذا معك واغد على غدا. قال عنبسة فخرجت به فلما سرنا في الطريق قال هل فيك خير؟ قلت: وما ذاك. قال إني والله ما خرجت على المسلمين، ولم أستحل منا لهم، وعندي ودائع وأموال فتخلى عنى حتى آتي أهلي وأرد على كل ذي حق حقه واجعل الله لك على أنى أتصبح عندك في غد فتعجبت منه وتضاحكت ومضينا ساعة فأعاد على القول. فقلت له: اذهب فذهب. فلما توارى عنى شخصه سقط في يدي فأتيت أهلي فأخبرتهم فقالوا: لقد اجترأت على الحجاج وبتنا بأطول ليلة فلما طلع الفجر إذا به قد جاءني. فقلت: أرجعت؟ فقال: سبحان الله جعلت الله عز وجل شاهدي ثم لم ارجع. قال فانطلقت إلى الحجاج فقال: أين أسيرنا؟
قلت أصلح الله الأمير هو بالباب وقد كانت لي وله قصة. قال: وما هي؟
فأخبرته الخبر، وأدخلته عليه فقال لي: أتحب أنى أهبه لك. قلت: نعم. قال هو لك. فقلت للرجل خذ أي طريق شئت فرفع بصره إلى السماء وقال: الحمد لله وانصرف. وما كلمني بكلمة فقلت في نفسي هذا مجنون فلما كان في غد أتاني فقال يا هذا: جزاك الله خيرا أنى ما جهلت قدر ما صنعت ولكن كرهت أن أشرك في حمد الله أحدا * وذكر محمد بن عمر القاضي أبو الحسين في كتابه قال:
حبس رجل وقد وجب عليه حد، فلما رفع خبره أمر بضرب عنقه فقال المخبر:
فدخلت بعدها الحبس إلى رجل بيني وبينه سبب أتفقد خبره فرأيت الذي أمر بضرب عنقه يلعب بالنرد فقلت للذي دخلت إليه أنا أعلم بضرب عنق