فلما طال الامر جاء إلى وفتح خرجا وأخرج منه صرة دراهم ظننت أن فيها أكثر من مائة درهم ورمى بها إلى. فعجبت من ذلك وقلت في نفسي أمسك لأنظر ما يفعل فجاء إلى المرأة فمكنته من نفسها فواقعها، فاغتممت بتمكيني إياه من ذلك وحفظت الصرة فلما كان في الغد صاح صاحب القرد يطلب ما ذهب منه وقال لصاحب الخان: إن قردي يعرفني من أخذ هذه الصرة فتقفل باب الخان واقعد أنا وأنت ويخرج الناس فمن علق به القرد فهو خصمي ففعل ذلك وأقبل الناس يخرجون والقرد ساكن وخرجت فما تعرض لي، فوقفت خارج الخان أنظر ما يجرى فلما لم يبق أحد خرج رجل يهودي فتعلق به القرد فقال: القراد: هو خصمي وجذبه ليحمله إلى صاحب الشرطة فلم أستحل حينئذ السكوت. فقلت: يا قوم ليس اليهودي صاحبكم وإنما أنا صاحبكم والصرة معي ولى قصة ظريفة في أخذها وأخرجتها، وقصصت عليهم القصة فحملنا إلى صاحب الشرطة وحضرت الصرة فعرفوا صاحب الشرطة محلى ومنزلي ويساري وأقبل القراد يحيد عن القرد فما برحت حتى أمر صاحب الشرطة بقتل القرد وطلبت المرأة فهربت وسلم اليهودي.
حدثني الحسن بن صافي مولى محمد بن المتوكل القاضي. قال: حدثني غلام كان أبق منى. قال: إني كنت أسير ماشيا في وسط بغداد فلما صرت بين دير العاقول والسيب وأنا وحدي في يوم صائف له ريح شديد رأيت بالعبد منى غيطة عظيمة قد خرج منها سبع، فحين رآني وحدي أقبل يهرول إلى فذهب على أمرى وأيقنت بالهلاك وتخدر بدني كله وألهمت أن آخذ منديلي وأحمله في رأس قصبة كانت معي ظنا أنى أقرعه بذلك وبينما أنا في تلك الحال من الإياس وبقى بيني وبينه نحو المائتي ذراعا إذ قلع الريح أصل حشيش يقال له بارق عينه، وصار يلتفت بالشوك حتى بقي كالكارة العظيمة والريح تدحرجه نحو السبع وبالقضاء تمكنت منه وصار حفيف شديد فحين رآني السبع وسمع الصوت رجع منصرفا وقد فزع فزعا شديدا وبقى يحول وجهه في كل عشر خطوات فإذا رآني وذلك الأصل في أثره يتدحرج يزيد