وضعت على عاتق المجتمع واجبات وتكاليف خوطبت بها الأمة الاسلامية.
قال الله - تعالى -: " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا. " (1) وقال: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا، إن الله يحب المقسطين. " (2) وقال: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله و عدوكم... " (3) وقال: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. " (4) وقال: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. " (5) وقال: " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض... " (6) وقال: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مأة جلدة. " (7) إلى غير ذلك من التكاليف التي خوطب بها المجتمع وروعي فيها مصالحه.
وحيث إن تنفيذها يتوقف على جماعة متفرقة لذلك وقدرة متركزة وجهاز حكم يتولى ذلك فلا محالة يجب على المجتمع الإسلامي أن يقوم بتشكيل دولة مقتدرة و يفوض إليها مهمة القيام بهذه التكاليف والوظائف، إذ لا يعقل أن يتوجه إلى المجتمع التكليف ولا يكون على عاتقه إعداد ما يتوقف الامتثال عليه، فيجب عليه