فإذا فرع من الأذان على ما شرحناه فليجلس بعده جلسة خفيفة يتوجه فيها إلى القبلة ويذكر الله تعالى ثم يقوم فيقيم الصلاة، وإن شاء أن يسجد بينهما سجدة فعل، والسجدة أفضل من الجلسة إلا في الأذان للمغرب فإنه لا يسجد بعده ولكن يجلس جلسة خفيفة أو يخطو نحو القبلة خطوة تكون فصلا بين الأذان والإقامة. وإذا سجد الانسان بين الأذان والإقامة فليقل في سجوده:
لا إله إلا أنت ربي سجدت لك خاضعا خاشعا فصل على محمد وعلى آل محمد واغفر لي وارحمني وتب على إنك أنت التواب الرحيم، وإن كان المؤذن يؤذن لصلاة جماعة فليجعل بين أذانه وإقامته في الظهر والعصر لصلاة الظهر ركعتين من نوافله وكذلك في العصر ليمتد بهما الزمان فيتمكن المصلون معه أن يتأهبوا للصلاة ويلحقوا الاجتماع. ولا يصل بين أذان المغرب وإقامتها شيئا على ما قدمناه، وكذلك لا نافلة بين أذان العشاء الآخرة وإقامتها وأذان الغداة وإقامتها لكن يجلس بينهما مستقبل القبلة يذكر الله تعالى إلى أن يجتمع له الناس، وإن كان عليه قضاء نافلة فاتته فليجعل ركعتين منها بين الأذان والإقامة في هاتين الصلاتين وهما العشاء الآخرة والغداة فإنه أفضل من الجلوس بغير صلاة.
وإذا أراد أن يقيم الصلاة فليقل: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، حي على خير العمل حي على خير العمل، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، مرة واحدة فذلك سبعة عشر فصلا يصير مع الأذان خمسة وثلاثين فصلا على ما ذكرناه. ولا يعرب أيضا في الإقامة بل يقفها كما بيناه في الأذان وإن حدر الإقامة ولم يرتلها ترتيل الأذان جاز له ذلك بل هو السنة، ولا بد في الأذان من ترتيل حسب ما شرحناه.