ويجزئه من ذلك أن يقرأ في الأولة مع الحمد قل هو الله أحد مرة واحدة وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون مرة واحدة إلا أن الذي ذكرناه من قراءة كل واحدة منهما ثلاثين مرة أفضل، ثم يقرأ في الست الباقية من نوافل الليل مع الحمد ما تيسر له من سور القرآن، ويستحب أن يقرأ فيها السور الطوال وكلما مر بآية فيها ذكر الجنة وقف عندها وسأل الله الجنة وإذا مر بآية فيها ذكر النار وقف عندها واستعاذ بالله من النار، ويرتل قراءته ويجهر فيها ولا يخافت بالقرآن في صلاة الليل من الفرائض والنوافل وكذلك يجهر بالقرآن في صلاة الغداة ويخافت به في الظهر والعصر ولا يخفض صوته فيما يخافت به دون سماع أذنيه القرآن.
وإن قرأ في نوافل الليل كلها الحمد وقل هو الله أحد أحسن في ذلك وأحب له أن يقرأ في كل ركعة منها الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاثين مرة فإن لم يتمكن من ذلك قرأها عشرا عشرا ويجزئه أن يقرأها مرة واحدة في كل ركعة إلا أن تكرارها حسب ما ذكرناه أفضل وأعظم أجرا. وينبغي أن يجلس بعد كل ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلى على محمد وآله ويسأل الله من فضله فإن خشي أن يدرك الصبح فليخفف في دعائه وصلاته وتمجيده وإن لم يخش ذلك فليجتهد في العبادة ويطيل في صلاته وتمجيده ودعائه إن شاء الله.
فإذا فرع من الثماني الركعات قام فصلى ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما الحمد وقل هو الله أحد مرة واحدة ويتشهد في الثانية منهما ويسلم، ثم قام إلى الثالثة وهي الوتر فاستفتح الصلاة بالتكبير وكبر ثلاثا في ترسل واحدة بعد واحدة وقال بعد الثالثة منها ما قدمناه ذكره، وكبر تكبيرتين وقال بعدهما القول الذي رسمناه، وكبر تكبيرتين وتوجه بعدهما بقوله: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، إلى آخر الكلام كما فسرنا ذلك وشرحناه في صفة افتتاح نوافل الزوال والأولة من كل فريضة والأولة من نوافل الليل وبينا أنه سنة في افتتاح سبع صلوات، ثم يقرأ بعد التوجه الحمد يفتتحها ببسم الله الرحمن الرحيم كما ذكرناه فإذا فرع منها قرأ قل هو الله أحد يفتتحها ببسم الله الرحمن الرحيم، فإذا فرغ منها كبر ورفع يديه حيال صدره للدعاء وقنت فقال من تمجيد الله تعالى والثناء عليه