المصلون خلفه، ومن صلى الجمعة منفردا جهر بالقرآن كما يجهر به لو كان إماما وصلاها أربع ركعات وكذلك من صلى العيدين وصلاة الاستسقاء بغير إمام يجهر أيضا فيهما بالقرآن ولا يخافت به على ما شرحناه.
وصلاة الليل سنة وكيدة على ما قدمناه، ووقتها بعد مضى النصف الأول من الليل وكلما قرب الوقت من الربع الأخير كان الصلاة فيه أفضل، ومن فاتته صلاة الليل قضاها في صدر النهار فإن لم يتفق ذلك له قضاها في الليلة الثانية قبل صلاتها من آخر الليل، وإن قضاها بعد العشاء الآخرة قبل أن ينام أجزأه ذلك، وكذلك من نسي نوافل النهار أو شغل عنها قضاها ليلا فإن فاته ذلك قضاها في غد يومه في النهار. ولا تقضى نافلة في وقت فريضة من الصلوات. ومن لم يتمكن من صلاة الليل في آخره فليترك صلاة ليلة ثم ليقضها في أول الليلة الثانية ويقضي صلاة الليلة الثانية في أول الليلة الثالثة ولا يتركها على حال، وروي أن رجلا قال لأمير المؤمنين ع: إني أحب أن أصلي صلاة الليل ولست استيقظ لها؟ فقال له أمير المؤمنين ع: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك، وروي أن الرجل يكذب الكذبة في النهار فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم بذلك الرزق.
والمسافر إذا خاف أن يغلبه النوم لما لحقه من التعب فلا يقوم في آخر الليل فليقدم صلاة ليلته في أولها بعد صلاة العشاء الآخرة، وكذلك إن أراد المسير في آخر الليل فليصل صلاة ليلته في أولها والشاب الذي يمنعه رطوبة رأسه وثقله عن القيام آخر الليل يقدم صلاته في أول الليل.
ومن ضعف عن صلاة الليل قائما فليصلها جالسا، وكذلك من أتعبه القيام في النوافل كلها وأحب أن يصليها جالسا للترفه فليفعل ذلك وليجعل كل ركعتين منها بركعة في الحساب. وإذا صلى الانسان جالسا كان بالخيار في جلوسه بين أن يجلس متربعا أو تاركا إحدى فخذيه على الأرض ورافعا الأخرى كما وصفناه في جلوسه للتشهد بين السجدتين في الصلاة، ويجزئ للعليل والمستعجل أن يقرأ في الركعتين الأولتين من فرائضهما كلها بسورة الحمد وحدها وتسبيحا في الأخريين بأربع تسبيحات، ويجزئهما في تسبيح الركوع أن يقولا: سبحان الله سبحان الله سبحان الله فإن قالاها مرة واحدة