أجزأهما ذلك مع الضرورات، وكذلك يجزئهما في تسبيح السجود.
وأدنى ما يجزئ في التشهد أن يقول المصلي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله. ومن صلى سبع عشر ركعة في اليوم والليلة وهي الخمس الصلوات ولم يصل شيئا سواها أجزأه ذلك في مفترض الصلاة وإنما جعلت النوافل لجبران الفرائض مما يلحقها من النقصان بالسهو فيها والإهمال لحدودها، وإذا صلى العبد في اليوم والليلة إحدى وخمسين ركعة سلمت له منها المفروضات وكان له بالنافلة أجر كبير وكتب له بها حسنات، ومن أدركه الصبح وقد صلى من صلاة الليل أربع ركعات تممها وخفف فيهما القراءة والدعاء ثم صلى بعدها الغداة، وإن طلع عليه الفجر وقد صلى منها أقل من أربع ركعات قطع على الشفع مما انتهى إليه من ذلك وصلى الغداة ثم رجع فتمم صلاة الليل على ترتيبها والنظام.
ومن نسي فريضة أو فاتته لسبب من الأسباب فليقضها أي وقت ذكرها ما لم يكن آخر وقت صلاة ثانية فتفوته الثانية بالقضاء، ولا بأس أن يقضي الانسان نوافله بعد صلاة الغداة إلى أن تطلع الشمس وبعد صلاة العصر إلى أن يتغير لونها بالاصفرار. ولا يجوز ابتداء النوافل ولا قضاء شئ منها عند طلوع الشمس ولا عند غروبها. ويقضي ما فات من الفرائض في كل حال إلا أن يكون وقتا قد تضيق فيه فرض صلاة حاضرة فيقضي بعد الصلاة على ما بيناه.
ومن أحب أن يقوم في آخر الليل لا يقطعه عن ذلك النوم ولا يغلبه النعاس فليقرأ قبل منامه في أول الليل عند اضطجاعه في المنام آخر سورة الكهف: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. ثم يقول بعد فراغه من قراءة هاتين الآيتين: اللهم أيقظني لعبادتك في وقت كذا وكذا، فإنه يستيقظ إن شاء الله.
ومن قام في آخر الليل وقد قارب طلوع الفجر فخشي أن يبتدئ بصلاة الليل فيهجم عليه الفجر فليبتدئ بركعتي الشفع ثم يوتر بعدها بالثالثة ويصلى ركعتي الفجر،