الله ص: إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة وقال: أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم افترضها عليه اشهدوا أني قد غفرت له، وقال ع: كذب من زعم أنه يصلى بالليل ويجوع بالنهار، وقال: إن البيوت التي تصلي فيها بالليل وبتلاوة القرآن تضئ لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض، فإذا استيقظ العبد من منامه لصلاة الليل فليقل حين يستيقظ:
الحمد لله الذي رد على روحي أحمده وأعبده اللهم إنه لا يوارى منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد ولا ظلمات بعضها فوق بعض ولا بحر لجي بين المدلج من خلقك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وغارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم لا تأخذك سنة ولا نوم سبحان الله رب العالمين وإله المرسلين وخالق النور المبين والحمد لله رب العالمين، ويرفع رأسه إلى السماء فينظر في أفقها ويقرأ: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لا يأت لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار، ويقرأ ما يتصل به ثلاث آيات آخرها قوله: إنك لا تخلف الميعاد، وإذا سمع صوت الديكة فليقل: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ثم ليستك فاه ويطهره لمناجات ربه جلت عظمته ولا يترك السواك في السحر فإنه سنة مؤكدة ويسبغ وضوئه ثم يصير إلى مصلاه فيستقبل القبلة ويكبر ثلاثا في ترسل واحدة بعد واحدة ويقول بعدها: اللهم أنت الملك الحق المبين لا إله إلا أنت، إلى آخر ما أثبتناه من الكلام فيما تقدم ذكره ثم يكبر تكبيرتين ويقول بعدهما: لبيك وسعديك، إلى آخر الكلام فيما تقدم ذكره، ثم يكبر تكبيرتين ويقول: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، إلى آخر الكلام، ثم يقرأ الحمد يفتتحها ببسم الله الرحمن الرحيم فإذا فرع منها قرأ قل هو الله أحد ثلاثين مرة ثم يركع ويسجد وقام إلى الثانية فقرأ الحمد وقل يا أيها الكافرون ثلاثين مرة