تكبيرات كما ذكرناه ويمجد بينهما بما رسمناه فيما تقدم، ويقرأ الحمد وسورة معها من السور المتوسطات وأحب له أن يكون: سورة هل أتى على الانسان، فإذا لم يحسنها أو لم يتيسر له قراءتها فليقرأ والفجر أو سبح اسم ربك الأعلى، ويجزئه سوى هذه السور غيرها مما تيسر عليه من سور القرآن، ويقرأ في الثانية الحمد وإنا أنزلناه أو قل هو الله أحد ويجزئه غيرهما مما تيسر له من السور، فإذا تشهد وسلم مجد الله تعالى بما قدمنا ذكره وسبح تسبيح الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليه وعليها ثم دعا فقال:
اللهم صل على محمد وآل محمد وأقلني عثرتي واستر عورتي وآمن روعتي واكفني شر من بغى على وانصرني على من ظلمني وأرني ثاري فيه اللهم ما أصبح بي من نعمة أو خير أو عافية فمنك وحدك لا شريك لك أصبحت لا أملك ما أرجو ولا أستطيع دفع ما أحذر يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين ويا ذا الجلال والإكرام والمنن العظام والأيادي الجسام صل على محمد وآله وجد على بإحسانك واجعلني وأهلي ومالي وولدي في فنائك الذي لا يضام وفي كنفك الذي لا يرام يا جار من لا جار له ويا غياث من لا غياث له ويا ملاذ من لا ملاذ له أنت عصمتي ورجائي وأنت غياثي وعمادي أصبحت في رجائك ما لي أمل سواك فصل على محمد وآل محمد وصبحني منك بخير واجعلني منك على خير وارزقني منك الخير.
ثم يصلى على محمد وآله ويدعو بما أحب، فإذا فرع من دعائه سجد سجدتي الشكر وعفر بينهما كما وصفناه وسأل الله في سجوده من فضله إن شاء الله.
ثم يرفع رأسه من السجود فيذكر الله كثيرا إلى أن تطلع الشمس، فقد روي عن أمير المؤمنين ع أنه كان يقول: والله إن ذكر الله تعالى بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب بالسيف في الأرض، وروي أن رجلا سأل العبد الصالح موسى بن جعفر ع أن يعلمه دعاء موجزا يدعو به لسعة الرزق فقال له:
إذا صليت الغداة في كل يوم فقل في دبرها: سبحان الله العظيم وبحمده أستغفر الله وأسأله من فضله، فتعلم ذلك الرجل ودعا به فما كان بأسرع من أن جاءه ميراث لم يكن يرجوه من جهة قريب له لم يكن يعرفه فصار من أحسن أهل بيته حالا بعد أن كان أسوأهم حالا.