وكذلك رفع اليدين به وليس ينبغي لأحد تركه متعمدا وإن نسيه لم يفسد بذلك الصلاة، والقنوت سنة وكيدة لا ينبغي لأحد تركه مع الاختيار، ومن نسيه فلم يفعله قبل الركوع فليقضه بعده فإن لم يذكر حتى يركع الثالثة قضاه بعد فراغه من الصلاة فإن لم يفعل ضيع أجرا وترك سنة وفضلا وإن لم يكن بذلك مهملا فرضا ولا مقترفا سيئة وإثما، وسجدتا الشكر والتعفير بينهما من السنن وليس من المفترضات، والدعاء بعد الفرائض مستحب وليس من الأفعال الواجبات.
ومختصر القنوت في الصلوات أن يقول الانسان: اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، وأدنى ما يدعى به بعد الفريضة أن يقول الانسان:
اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك وأسألك خشيتك في أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ويجزئ في سجدتي الشكر أن يقول في الأولة: شكرا شكرا لله ويقول في التعفير مثل ذلك وفي السجدة الثانية مثله، وتسبيح الزهراء ع في أعقاب الصلوات المفترضات سنة مؤكدة وهو في أعقاب النوافل مستحب، وقد روي عن الصادق ع أنه قال: لئن أصلي الخمس الصلوات مجردة من نوافلها وأسبح في عقب كل فريضة منها تسبيح الزهراء صلوات الله عليها أحب إلى من أن أصلي في اليوم والليلة ألف ركعة لا أسبح فيما بينها تسبيح فاطمة، وسئل ع عن قول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، ما حد هذا الذكر؟ فقال: من سبح في عقب كل فريضة تسبيح الزهراء فاطمة صلوات الله عليها وآلها فقد ذكر الله ذكرا كثيرا. ومن السنة أن يجهر المصلي بالقرآن في صلاة الغداة والركعتين الأولتين من صلاة المغرب والركعتين الأولتين من صلاة العشاء الآخرة ونوافل الليل كلها، ويخافت بالقرآن في صلاة الظهر والعصر ولكن لا يخافت بما لا تسمعه أذنيه من القرآن، ومن تعمد الإخفات فيما يجب فيه الإجهار أو الإجهار فيما يجب فيه الإخفات أعاد، والإمام يجهر بالقراءة في صلاة الجمعة يسمع منه القرآن المأمومين، وكذلك يجهر في صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء ويصغي إلى قراءته