على ما ذكرناه، ويقرأ في الأولتين منها الحمد وسورة معها ويقرأ في الثالثة الحمد وحدها وإن شاء سبح فيها بما رسمناه، فإذا سلم منها كبر ثلاثا وقال ما قدمناه وسبح تسبيح الزهراء صلوات الله عليها وعلى آلها ثم قام من غير تعقيب له بالدعاء والسجود والتعفير ولا كلام له عند مندوحة، فكبر للنافلة وتوجه بعد التكبير فصلى ركعتين ثم تشهد وسلم وصلى بعدهما ركعتين آخرتين وتشهد وسلم ثم دعا فقال:
اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم وبما توجه به إليك نبينا محمد ص أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا، ويسأل حوائجه ثم يسجد سجدتي الشكر على ما بيناه والدعاء وسجدتا الشكر والتعفير بعد الفرائض كلها قبل النوافل الشافعة لها إلا المغرب فإنه يؤخر عن الفريضة حتى تتم نافلتها وهي الأربع الركعات المقدم ذكرها فيما مضى قبل هذا المكان، والعلة في ذلك ما روي عن الصادقين ع أن رسول الله ص بشر بالحسن ع وهو في آخر تسبيح المغرب قبل الدعاء فقام من وقته من غير أن يتكلم أو يصنع شيئا فصلى ركعتين جعلهما شكرا لله تعالى على سلامة فاطمة صلوات الله عليها وآلها وولادتها الحسن ع ثم دعا بعد الركعتين وعقب بسجدتي الشكر والتعفير بينهما وكان ذلك سنة حتى ولد الحسين ع فجاء البشير به وقد صلى هاتين الركعتين بعد المغرب وهو في آخر تسبيحه فقام من غير تعقيب فصلى ركعتين جعلهما شكرا لله تعالى ثم عقب بالدعاء بعدهما وسجد فجرت به سنته عليه وآله السلام أن لا يتكلم أحد بين فريضة المغرب ونافلتها، ويؤخر تعقيب الفرض منها بما سوى التسبيح إلى وقت الفراع من نافلتها.
فإذا غاب الشفق فليؤذن لعشاء الآخرة ثم يقيم ويستفتح الصلاة بسبع تكبيرات كما استفتح ما تقدمها من الفرائض ويصلى أربع ركعات كما صلى الظهر والعصر، فإذا سلم منها كبر ومجد الله تعالى وسبح تسبيح الزهراء عليها وآلها السلام ثم دعا فقال:
اللهم إني أسألك سؤال من غلبه الأمل وفتنه الهوى وانقطع رجاؤه إلا منك ولا ملجأ له ولا منجى ولا ملتجأ منك إلا إليك سؤال البائس الفقير الخائف المستجير اللهم صل على محمد وآل محمد وأطلق بدعائك لساني واشرح به صدري وأنجح به طلبتي وأعطني به سؤلي،