ثم يدعو بما أحب.
فإذا فرع من دعائه فليصل ركعتين من جلوس وليتوجه في الأولى منهما كما ذكرناه ويقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد وفي الثانية الحمد وقل يا أيها الكافرون، وإن قرأ فيهما جميعا الحمد وقل هو الله أحد فعل حسنا إن شاء الله. وليأو إلى فراشه ولا يشتغلن بعد صلاة العشاء الآخرة بلهو ولعب وأحاديث لا تجدي نفعا وليجعل آخر عمله قبل نومه الصلاة فإذا أوى إلى منامه فليضطجع على جنبه الأيمن وليقل عند اضطجاعه.
بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ص اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك رهبة منك ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ منك إلا إليك آمنت بكل كتاب أنزلته وبكل رسول أرسلته.
ثم ليقرأ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ويكبر الله أربعا وثلاثين تكبيرة ويحمده ثلاثا وثلاثين تحميدة ويسبحه ثلاثا وثلاثين تسبيحة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، ثم يستعيذ بالله مما يخاف ويحذر ويسأله حراسته وكفايته.
فإذا مضى النصف الأول من الليل فليقم إلى صلاته ولا يفرطن فيها فإن الله تعالى أمر نبيه عليه وآله السلام بها وحثه عليها فقال جل اسمه: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وقال تعالى: يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا، ووصى رسول الله ص أمير المؤمنين ع في الوصية الظاهرة إليه فقال فيها: وعليك يا علي بصلاة الليل وعليك يا علي بصلاة الليل وعليك يا علي بصلاة الليل، وقال الصادق ع: ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل، يريد أنه ليس من شيعتهم المخلصين وليس من شيعتهم أيضا من لم يعتقد فضل صلاة الليل وأنها سنة مؤكدة ولم يرد ع أنه من تركها لعذر أو تركها كسلا فليس من شيعتهم على حال لأنها نافلة وليس بفريضة غير أن فيها فضلا كثيرا، وقد روي أنها تدر الرزق وتحسن الوجه وترضى الرب وتنفى السيئات، وقال رسول