ثم لأخذ الاعتراف طرق كثيرة، ينبغي أن يتبع إحدى الوصايا الآتية (1) لتحقيقها:
1 - ألا يطلب من أول الأمر التسليم من الخصم بالمقدمة اللازمة لنقض وضعه. وبعبارة ثانية: ينبغي ألا يقتحم الميدان في الجدل في أول جولة بالسؤال عن نفس المقدمة المطلوبة له. والسر في ذلك أن المجيب حينئذ يكون في مبدأ قوته وانتباهه، فقد يتنبه إلى مطلوب السائل فيسرع في الإنكار ويعاند.
2 - وإذا انتهى به السؤال عن المطلوب، فلا ينبغي أيضا أن يوجه السؤال رأسا عن نفس المطلوب، خشية أن يشعر الخصم فيفر من الاعتراف، بل له مندوحة عن ذلك باتباع أحد الطرق أو الحيل (2) الآتية:
الأولى: أن يوجه السؤال عن أمر أعم من مطلوبه، فإذا اعترف بالأعم ألزمه قهرا بالاعتراف بالأخص بطريقة القياس الاقتراني.
الثانية: أن يوجه السؤال عن أمر أخص، فإذا اعترف به فبطريقة الاستقراء يستطيع أن يلزم خصمه بمطلوبه.
الثالثة: أن يوجه السؤال عن أمر يساويه، فإذا اعترف به فبطريقة التمثيل يتمكن من إلزامه إذا كان ممن يرى التمثيل حجة.
الرابعة: أن يعدل عن السؤال عن الشئ إلى السؤال عما يشتق منه،