هؤلاء من النظار فحكموا عليه بان له صفات زائدة (1) تسمى حيوه وعلما وقدره وإرادة وكلاما وسمعا وبصرا بها يقال إنه حي عالم قادر مريد متكلم سميع بصير وجميع الأسماء من حيث معانيها أعني الأسماء الإلهية تندرج تحت هذه الصفات الأزلية انتهى كلامه والغرض من نقله ان هذا الشيخ العارف انكشف له بنور المكاشفة ان التركيب في المعاني والمحمولات العقلية لا ينافي أحدية الوجود ولا يوجب اختلاف المفهومات بالحمل الذاتي الأولى اختلافها بالحمل المتعارف الشائع الصناعي إذ رب مختلف بحسب ذلك الحمل يكون متحدا في هذا الحمل فلا يقدح كثره المحمولات الذاتية في الوحدة التامة وقوله فان ذلك في التركيب الامكاني إشارة إلى ما حققناه آنفا من أن الأشياء الموجودة بالوجود الواجبي من غير تركيب في الوجود قد يكون إذا وجدت بغير هذا الوجود بالوجود الامكاني اقتضت تركيبا خارجيا أو عقليا كما في الجنس والفصل.
وقال في موضع آخر في معنى قوله تعالى وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ان الممكنات متميزة في ذاتها في حال عدمها ويعلمها الله سبحانه على ما هي عليها في نفسها ويراها ويأمرها بالتكوين وهو الوجود الخارجي فتكون عن امره فما عند الله اجمال كما أنه ليس في أعيان الممكنات اجمال (2) بل الامر كله في