الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٨٨
هؤلاء من النظار فحكموا عليه بان له صفات زائدة (1) تسمى حيوه وعلما وقدره وإرادة وكلاما وسمعا وبصرا بها يقال إنه حي عالم قادر مريد متكلم سميع بصير وجميع الأسماء من حيث معانيها أعني الأسماء الإلهية تندرج تحت هذه الصفات الأزلية انتهى كلامه والغرض من نقله ان هذا الشيخ العارف انكشف له بنور المكاشفة ان التركيب في المعاني والمحمولات العقلية لا ينافي أحدية الوجود ولا يوجب اختلاف المفهومات بالحمل الذاتي الأولى اختلافها بالحمل المتعارف الشائع الصناعي إذ رب مختلف بحسب ذلك الحمل يكون متحدا في هذا الحمل فلا يقدح كثره المحمولات الذاتية في الوحدة التامة وقوله فان ذلك في التركيب الامكاني إشارة إلى ما حققناه آنفا من أن الأشياء الموجودة بالوجود الواجبي من غير تركيب في الوجود قد يكون إذا وجدت بغير هذا الوجود بالوجود الامكاني اقتضت تركيبا خارجيا أو عقليا كما في الجنس والفصل.
وقال في موضع آخر في معنى قوله تعالى وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ان الممكنات متميزة في ذاتها في حال عدمها ويعلمها الله سبحانه على ما هي عليها في نفسها ويراها ويأمرها بالتكوين وهو الوجود الخارجي فتكون عن امره فما عند الله اجمال كما أنه ليس في أعيان الممكنات اجمال (2) بل الامر كله في

(1) إشارة إلى طريقه الأشاعرة والحاصل انه لا مفر لاحد من الحكم عليه تعالى بكثرة ما من حيث مفاهيم أسمائه وصفاته لا أقل وهذه الأسماء السبعة التي عددها ذكرنا في مواضع أخرى أيضا ويقال لها أئمة الأسماء ولكن زيادتها وجودا ليس مذهبه وقد ذكر مذهبه أولا وهو الزيادة مفهوما فقط س قده (2) أي سواء كانت موجودة بالوجود العلمي الإلهي أو بالوجود الأمري والكوني بل الامر كله في نفسه أي في الوجود الخارجي وكذا في علم الله تعالى مفصل وليس المراد من عدم الاجمال ومن تفصيل الامر كله في نفسه ما بحسب شيئية الأعيان ومفاهيم الصفات خاصه في العلم الأزلي لقول المصنف قده هاتين المرتبتين من العلم ومعلوم ان إحديهما وهي المرادة بالحكمة انما هي العلم بالوجود الجمعي اللاهوتي لكل شئ وهو العلم الاجمالي في عين الكشف التفصيلي والأخرى وهي المراد بفصل الخطاب انما هي العلم بالوجودات على الوجه الذي هي به معلوله وهذا تفصيل عين الاجمال أي هذه الكثرة عين تلك الوحدة وهذا النشر عين ذلك الطي وهذا الفتق عين ذلك الرتق وكشف التفصيل في عين الاجمال الواقع في عبارة هذا الشيخ الجليل محمول على سياق المصنف قده على هذا س قده
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست