منهم العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح النهج) (ج 1 ص 211 ط مصر) قال:
قال إبراهيم، وحدثني إبراهيم بن العباس الهندي، قال: حدثني مبارك البجلي، عن أبي بكر بن عياش قال: حدثني المجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النصر الحارثي قال: كنت عند زياد قد أتي برشيد الهجري، وكان من خواص أصحاب علي عليه السلام فقال له زياد: ما قال خليلك لك إنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني فقال زياد: أما والله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال: ردوه لا نجد شيئا أصلح مما قال لك صاحبك أنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه، فقطعوا يديه ورجليه، وهو يتكلم فقال:
اصلبوه خنقا في عنقه فقال رشيد: قد بقي لي عندكم شئ ما أراكم فعلتموه، فقال زياد: اقطعوا لسانه، فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال: نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه، فقال: هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين أخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه وصلبوه.
ومنهم العلامة المولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي في (المناقب المرتضوية) (ص 267 ط بمبئي) روى نقلا عن مصابيح القلوب أن عليا كان جالسا عند نخلة مع جمع من أصحابه ومنهم رشيد الهجري فقال له: إنك تصلب بعدي على خشبة هذه النخلة.
فكان رشيد بعد شهادته عليه السلام يسقيها كل يوم حتى قطعوه فقال رشيد فأرسل إلي عبيد الله يحضرني فلما وصلت إلى داره رأيت خشبة تلك النخلة على بابها فلما رآني عبيد الله قال: هات من أكاذيب أبي الحسن فقلت: والله إنه ما كذب قط وقد أخبرني إنك تقطع يدي ورجلي ولساني ثم تصلبني فقال: إني أقطع يدك ورجلك وأصلبك ولا أقطع لسانك ليظهر كذبه فكان رشيد يروي من فضائل أهل البيت مصلوبا ويقول: