الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه المتوفى سنة 680 في " در بحر المناقب " (ص 132) مخطوط قال:
وروى عن سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سئلتم الله عز وجل فاسئلوه الوسيلة فسئلت النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسيلة، فقال: هي درجة في الجنة وهي مأة ألف مرقاة ما بين المرقاة جرى الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب يؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا وقال: طوبى لمن كانت هذه الدرجة له، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمعه جميع الخلق هذه الدرجة لمحمد صلى الله عليه وسلم فأقبل يومئذ بميزر يربطه من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه: لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان حتى أعلو تلك الدرجة، وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلا درجة منها، وعلي أسفل مني بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمعه النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون هذا حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا علي وليي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه فلا يبقى يومئذ أحد ممن أحبك يا علي ألا انشرح لهذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه، فبينما أنا كذلك وإذا بملكين قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن الجنان، وأما الآخر فمالك خازن النيران فيدنو رضوان ويقول: السلام عليك يا رسول الله، فأقول: السلام عليك أيها الملك فما أحسن وجهك وأطيب ريحك؟ فيقول: أنا خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة