يا صاحب رسول الله ما هذه الشامة التي أراها بك فالذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد حدثني أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كلبين وهما البرص والجذام وأنهما ما يبتلى بهما مؤمن أبدا قال: فأطرق أنس إلى الأرض خجلا وعيناه تذرفان بالدمع ثم إنه قال لهم: دعوة علي بن أبي طالب لحقتني فقام الناس إليه بأجمعهم فقالوا له:
حدثنا قال نعم أهدي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بساط من شعر من قرية من قرا يا الشام يقال لها أبا هندف فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمان بن عوف فأتيته بهم وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة من المسلمين ليحضروا الضيافة الذين أتوا بالبساط فجلسوا حتى دخلوا في حديث أهل الكهف فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس أبسط البساط ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اجلسوا يا فلان ويا فلان ويا فلان واجلس أنت يا أنس معهم فأخبرني بما يكون منهم ثم حدث عليا عليه السلام بحديث لم نفهمه فقال: حبا وكرامة ثم جلس على البساط وقال: يا ريح احملينا فإذا نحن في الهوى فسرنا ما شاء الله ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فقال علي عليه السلام: أتدرون أين أنتم قلنا: لا قال: هؤلاء أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ثم قال:
قوموا سلموا عليهم وقاموا واحد واحد فسلموا عليهم فلم يردوا عليهم السلام ثم قام علي عليه السلام فسلم عليهم فردوا عليه السلام فقال لهم: لم لا تردون السلام على القوم فقالوا:
نحن فتية ليس لنا إذن أن نرد السلام إلا على نبي أو وصي نبي وأنت وصي خاتم النبيين ثم قال: خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال: يا ريح احملينا فإذا نحن في الهوى فسرنا ما شاء الله ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا ثم ركض برجله الأرض فنبعت عين ماء عذب فتوضأ وتوضينا ثم قال عليه السلام: ستدركون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعضها ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا فسرنا قليلا ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد صلى من صلاة الغداة ركعة فقضينا ما سبقنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم التفت إلينا فقال لي: يا أنس أحدثك