وقد صرحت بعض الروايات المتقدمة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد عمل أو هم بعمل كان في غير محله على الأقل، ففي بعضها:
أنه (صلى الله عليه وآله) قد لام قتادة لوما شديدا. وفي أخرى: جبهه رسول الله (صلى الله عليه وآله) جبها شديدا.
وفي ثالثة: إنه (صلى الله عليه وآله) مال على اليهودي ببعض القول.
ورابعة تقول: فعذره النبي (صلى الله عليه وآله)، وكذب عنه، وهو يرى أنه برئ مكذوب عليه، فنزلت الآيات.
وفي خامسة: إنه (صلى الله عليه وآله) برأ السارق، وعذره على رؤوس الناس، فأنزل الله إنا أنزلنا إلخ..
ولعل كلمة (الخصام) تشير إلى الشدة في ذلك، فإن المخاصمة:
(المنازعة، بالمخالفة بين اثنين، على وجه الغلظة) (1).
إلى غير ذلك من النصوص المختلفة، التي تفيد: أنه (صلى الله عليه وآله) قد عذر السارق، وساهم في تبرئته فعلا، أو أنه هم بذلك.
أما نحن فنقول: إن ذلك لا يصح، وذلك للأمور التالية:
1 - إن النبي (صلى الله عليه وآله) إما أن يكون قد قصر في تحريه للحقيقة، فانخدع. فذلك لا يصح، لان النبي (صلى الله عليه وآله)، لم يكن ليقدم على إدانة شخص، والدفاع عن آخر، ما لم يثبت له بعد التحري والتحقيق الدقيق براءته، وصدقه.
وأما الاقدام على تبرئة شخص، والدفاع عنه، من دون تحر ولا