فيكون حكم النبي فيما بينهم خاضعا لما يراه مفيدا للاسلام، وللمسلمين، ويساهم بشكل أو بآخر في فضيحتهم وخزيهم، وإبطال تآمرهم في الدنيا، ثم لهم في الآخرة عذاب عظيم، تماما كما قال تعالى:
* (لهم في الدنيا خزي، ولهم في الآخرة عذاب عظيم) *.
وبعد كل ما تقدم فإن هذه الآيات تفيدنا: أنه لا مجال للمهادنة، ولا للمساومة مع أحد أيا كان على حساب الدين، والحق، وأنه لا يمكن التنازل عن الأحكام الإلهية في مجال التشريع، استجابة لحالات طارئة، ولضغوطات معينة. وإن كان قد يفرض الواقع عدم التوسل ببعض الوسائل العنيفة، لفرض الحكم الإلهي وتطبيقه أو انتظار الفرصة المناسبة من أجل ذلك.
وفقنا الله للسير على هدى القرآن، والالتزام بتعاليمه، والاهتداء بنوره، إنه ولي قدير، وبالإجابة جدير.