فإننا نقول: المراد: أنه إنما قدمها مستوطنا لها بعد الخندق، أما قبل ذلك، فلعله قدمها للقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو لبعض حاجاته، فصادف كتابة هذا الكتاب، فشهد عليه، ثم عاد إلى بلاده. وثمة رواية أخرى تشير إلى حضوره (1). فلتراجع.
د: أضف إلى ذلك: أن وصف بلال بأنه مولى أبي بكر، قد يكون من تزيد الرواة أيضا، إذ قد ذكرنا في ما سبق من هذا الكتاب: أن بلالا لم يكن مولى لأبي بكر.
وأخيرا فإن مما يدل على أن الرواة والكتاب قد زادوا شيئا من عند أنفسهم: إضافة عبارة: (رضي الله عنهم) إلى الشهود، إذ لا شك في أن ذلك قد حصل بعد كتابة ذلك الكتاب، بل ويحتمل ان يكون الشهود جميعا قد أضيفوا بعد ذلك، وإن كان هذا احتمالا بعيدا جدا.
حديث الحرية بطريقة أخرى:
وقد جاء في بعض الروايات، أن الرق قد شغل سلمان حتى فاته بدر وأحد، حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاتب يا سلمان، فكاتب سيده على ثلاث مئة نخلة (وقيل: على مئة وستين فسيلة، وقيل:
خمس مئة وقيل: مئة فقط) يحييها له، وأربعين أوقية من ذهب.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعينوا أخاكم بالنخل.
فأعانه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخمس والعشر حتى اجتمعت عنده، فأمره (ص) أن يفقر لها، ولا يضع منها شيئا حتى يكون