ب: وأما بالنسبة لاعتناء آل الحرث بشراء خبيب وقتله بصاحبهم، فلا يدل على أنه قد قتل أباهم بنفسه، إذ يكفي أن يكون من الفريق القاتل ومن مؤيديه ومناصريه. ومن عادة العرب: أن يقتلوا أيا من افراد القبيلة إذا كان أحد أفرادها قد قتل بعضهم. ومن الواضح: أن خبيب بن عدي كان قحطانيا كخبيب بن اساف، وكان من مؤيدي ومناصري النبي (صلى الله عليه وآله)، وكل من يلوذ به، فإن اهتمامهم بأمر خبيب لا يكون (صلى الله عليه وآله) وكل من يلوذ به، فإن اهتمامهم بأمر خبيب لا يكون غريبا ولا عجيبا. وقد أشار ابن حجر إلى هذا المعنى، فاعتبر كون خبيب من الأنصار كافيا لاهتمام آل الحارث بقتله، وإن كان القاتل للحارث هو ابن أساف لا ابن عدي.
هذا كله مع غض النظر عن سائر ما يرد على الرواية مما تقدم وسيأتي فإنه لا يبقى مجالا للشك في عدم صحة هذا الحديث، وإن كان مذكورا في الكتب التي اعتبروها صحاحا.
وبعد كل ما تقدم نقول: إن عد (الاستيعاب) خبيب ابن عدي في من شهد بدرا (1) لعله مستند إلى رواية قتله الحارث بن عامر، فلا يصلح دليلا على صحتها.
دعوى نزول آيتين في هذه المناسبة:
وفي الرواية المتقدمة: كما في بعض المصادر: أن المنافقين قالوا في هذه المناسبة: يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، فأنزل الله: * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه، وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب