بكل كمالاتها ومواهبها، لا تقيده قيود، ولا تحده حدود.
أول وافد على رسول الله (ص):
ويقولون: إنه في السنة الخامسة قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلال بن الحارث، في أربعة عشر رجلا من مزينة، فأسلموا.
وكان أول وافد مسلم بالمدينة.
فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارجعوا، فأينما تكونوا فأنتم من المهاجرين.
فرجعوا إلى بلادهم (1).
ونقول: إننا نسجل هنا ما يلي:
1 - إن اعتبار النبي (صلى الله عليه وآله) هؤلاء من المهاجرين أينما كانوا وحيثما وجدوا يشير إلى:
أ: أن المهاجري لا ينحصر بمن قدم من مكة إلى المدينة، بل يعم كل من هاجر من بلاده إلى الله ورسوله، كما أشارت إليه الآية بل الآيات القرآنية. إذن: فلا يحق لأهل مكة أن يعتبروا أنفسهم (المهاجرين) دون غيرهم. فالامتيازات التي حاولوا ان يختصوا بها لأنفسهم دون غيرهم على هذا الأساس تصبح بلا مبرر مهما كان ضعيفا وغير معقول.
ب: إن اعتبارهم من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) مهاجرين، حتى مع بقائهم في بلادهم هو بدوره أيضا توضيح ومعيار آخر لمفهوم المهاجر الذي يعترف به الاسلام ويتعامل على أساسه.
ج: إننا نلاحظ: أنه (صلى الله عليه وآله) قد ركز على كونهم من