قال: فجئت رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت: قد وجدت صاحبا. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا وجدت صاحبا فآذني.
قال: فقال: من؟
فقلت: عمرو بن أمية الضمري.
قال: فقال: إذا هبطت بلاد قومه فاحذره، فإنه قد قال القائل:
أخوك البكري، ولا تأمنه.
قال: فخرجنا، حتى إذا جئت الأبواء قال: إني أريد حاجة إلى قومي بودان، فتلبث لي.
قال: قلت: راشدا.
فلما ولى ذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فشددت على بعيري، ثم خرجت أوضعه، حتى إذا كنت بالأصافر إذا هو يعارضني في رهط، وأوضعت فسبقته، فلما رآني قد فته انصرفوا. وجاءني، فقال:
كانت لي إلى قومي حاجة.
قلت: أجل.
فمضينا حتى قدمنا مكة، فدفعت المال إلى أبي سفيان (1).
سبعون يهربون من واحد أم العكس؟!
لا نعرف كيف انصرف سبعون من المشركين عن الزبير والمقداد، لمجرد تهديد الزبير لهم، وإذا كانوا قد خافوا منه إلى هذا الحد، فلماذا لم