بالرجم في الزنا، ورأت قريظة: أنه قد جاء بحكم التوراة، عرفت أن بإمكانها أن تطرح قضيتها عليه (صلى الله عليه وآله)، وتحصل على حقها، ففعلت ذلك، فلما حكم النبي (ص) فيها، غضب بنو النضير، وقالوا: لا نطيعك بالرجم، ولكننا نأخذ بحدودنا التي كنا عليها (1). وذلك من أجل ان يتخلصوا من حكمه (صلى الله عليه وآله).
ولكن يبقى في المقام إشكال، وهو: أن نزول الآيات، قد كان بعد محاربته (صلى الله عليه وآله) لهاتين الطائفتين بمدة طويلة، فلا بد أن يكون سبب نزولها أمرا آخر.
إلا أن يدعى: أن بقايا هاتين الطائفتين كانت لا تزال في المنطقة، ولا سيما أولئك الذين لم يشاركوا في الحرب منهم - وإن كانوا - فلعل القصة قد حصلت بعد ذلك، أي في أواخر حياته (صلى الله عليه وآله).
وأما بالنسبة لعبد الله بن أبي، فإنهم يقولون: إنه قد توفي في سنة تسع من الهجرة، فلا إشكال من هذه الناحية.
سر الوضع والاختلاق:
ويبقى أن نشير إلى أن سر وضع الرواية المتقدمة، التي عرفنا عدم إمكان صحتها بوجه، يمكن أن يكون هو حسبما يفهم من النصوص، ومن تصريحاتهم ما يلي:
1 - ما تقدم من إظهار تعظيم النبي (صلى الله عليه وآله) للتوراة حتى لينزع الوسادة من تحته ليضع التوراة عليها.
2 - النص على إيمانه (صلى الله عليه وآله) بما جاء فيها، إذن، فيجب على كل مسلم أن يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله) ويؤمن