تبليغ رسالة الرسول، وبين إنكار المنافقين لذلك، حين قالوا: لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم.
كما أن قول المنافقين الانف الذكر، يدل على أنهم كانوا متبرعين بالذهاب.
وحسبنا ما ذكرناه هنا فإن ذلك كله يكشف عن مدى التلاعب والتزوير للحقائق، ويجعلنا نفقد الثقة فيما يدعى أنه تاريخ، وحديث لدى البعض بصورة عامة.
معاوية لم يبلغ الحلم:
وأخيرا فقد قال ابن دريد: (وكان معاوية يقول: إني لاذكر دعوة خبيب، فأتطأطأ مخافة أن تصيبني، والله ما كنت بلغت، ولكن جاء رجل من قريش - سماه - فجمع يدي في يده، وفيها حربة، ثم طعنه بها إلخ) (1).
ولكن من الواضح، أن معاوية قد ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل: بسبع، سنين وقيل بثلاث عشرة (2).
ومعنى هذا: هو أن عمره كان حين قتل خبيب لو كان قتل في السنة الرابعة من الهجرة، لا بعد ذلك كان اثنين وعشرين، أو أربع وعشرين، أو ثلاثين سنة، فكيف يقول: إنه حين قتل خبيب لم يكن قد بلغ؟!
بقي أن نشير إلى الأمور الثلاثة التالية: