لكن الحقيقة هي أن قتادة التابعي القريب العهد من عصر النبوة، والذي يأخذ علمه عن الصحابة الشاهدين للاحداث مباشرة (قتادة هذا لا بد أن يكون أعرف بهذا الامر من الديار بكري وغيره).
ويكفي أن يكون قول قتادة هذا موجبا للشك والشبهة في هذا الامر الخطير، لا سيما ونحن نعلم: أن هناك من يهتم بصياغة الفضائل والمناقب لعثمان، كما أشرنا إليه غير مرة.
التناقض والاختلاف:
هذا كله، بالإضافة إلى ما تقدم من الاختلاف الفاحش في المدة التي عاشها بين أن تكون ست سنين، ثم مات، أو أنه مات وهو رضيع.
2 - زينب بنت خزيمة:
قد أشرنا فيما سبق إلى وفاة زينب بنت خزيمة، وذلك حين الكلام عن زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها، ولكنها كانت إشارة عابرة وسريعة، فأثرنا هنا ان نذكر ذلك بنحو أكمل وأتم. فنقول:
إنهم يقولون: إن زينب بنت خزيمة، بنت الحارث الهلالية، قد تزوجها النبي (ص) في سنة ثلاث، فلبثت عنده (صلى الله عليه وآله) شهرين، أو ثلاثة، ثم توفيت، ودفنت في البقيع، ذكره الفضائلي، والذهبي. وعند الديار بكري: أنها مكثت عنده (ص) ثمانية أشهر، ذكره الفضائلي.
وقال البلاذري: أقامت عند النبي (صلى الله عليه وآله) ثمانية أشهر، تزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، وماتت في آخر ربيع الأول سنة أربع: ودفنها في البقيع.
وكانت أولا تحت عبد الله بن جحش، قتل عنها يوم أحد، كما قال