ذاك كان برأي منهم، والفقرة السابقة تدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد حملهم رسالة، فما هذا التناقض؟
3 - وأما بالنسبة لاية الشراء فإنهم تارة يقولون: إنها نزلت في قضية الرجيع، حسبما تقدم، وأخرى يقولون: إنها نزلت في حق الزبير والمقداد، في محاولتهما إنزال جثة خبيب عن الخشبة، التي كان مصلوبا عليها (1).
وسيأتي في الفصل التالي: أن ذلك كله لا يصح.
وثالثة: إنها نزلت في صهيب لما اخذه المشركون ليعذبوه، فأعطاهم ماله (2).
وقد ذكرنا في فصل: هجرة الرسول الأعظم ان ذلك أيضا لا يصح.
ولكن الصحيح هو أنها نزلت في علي أمير المؤمنين (عليه السلام) حين مبيته على فراش النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، حينما هاجر، ووقاه (عليه السلام) بنفسه (3)، كما قدمناه في فصل هجرة الرسول الأعظم.
دعاء خبيب:
وقد تقدم: أن خبيبا قد دعى عليهم بقوله (اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا) فلبد رجل بالأرض خوفا من دعائه.