وفد ضمام بن ثعلبة:
قال الديار بكري: (وفي هذه السنة قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمام بن ثعلبة، من بني سعد بن بكر.
وعليه جمع كثير من أكابر أهل السير، لكن الحافظ ابن حجر، قال في فتح الباري، إن قدوم ضمام كان في السنة التاسعة، كما ذهب إليه محمد بن إسحاق، وسيجئ في الخاتمة) (1).
ونحن نوكل الحديث والتحقيق في ذلك إلى الحديث عن سنة تسع، وهي سنة الوفود إن شاء الله تعالى.
وإنما ذكرنا ذلك هنا متابعة لهم. وللإشارة إلى الموضع الذي نفضل إرجاء طرح هذه المسائل إلى حين بلوغه.
غدر مقيس بن حبابة:
قالوا: وفي السنة الخامسة، قدم مقيس بن حبابة من مكة، متظاهرا بالاسلام، فقال: يا رسول الله، جئتك مسلما، وجئتك أطلب دية أخي، قتل خطأ، فأمر له رسول الله بدية أخيه هشام بن حبابة، فأقام عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير كثير، ثم اعتدى على قاتل أخيه، فقتله، ثم رجع إلى مكة مرتدا (2).
وذلك إن دل على شئ، فإنما يدل على عدل الاسلام وسماحته وتسامحه، ويظهر زيف وسقوط مناوئيه، وغدرهم.
وهو يعطي الصورة العملية عن أخلاقيات الاسلام ومناقبيته، ووفائه