ولكن جعل ذلك في وقت معين وحالة معينة، بحيث يصبح من التشريعات والسنن، يكون خلاف الشرع، ولا يجوز ارتكابه، لأنه تشريع وتقول على الله سبحانه.
والصحيح هو: أن يقال هنا: إن خبيبا أو زيدا لم يفعلا ذلك بقصد التشريع، ولا إحداث سنة، وإنما أحبا أن يختم عملهما بالصلاة التي هي عمود الدين، ففعلا ذلك وقد اقتدى الآخرون بفعلهما، لا بقصد فعل ما هو مشرع ومسنون أيضا.
متى أسر خبيب؟!
وبينما نجد الروايات المتقدمة تقول: إن خبيبا أسر يوم الرجيع، نجد ابن دريد يقول: (ومنهم خبيب بن عدي أسر يوم الأحزاب، وقتلته قريش بمكة وصلبوه) (1).
بلاغ الرسالة:
وأخيرا فإننا لم نستطع أن نفهم معنى قول خبيب: اللهم بلغنا رسالة رسولك، فبلغه الغداة ما أتى إلينا.
فهل طلب النبي (صلى الله عليه وآله) منهم أن يوصلوا رسالته إلى أحد؟ ولمن كان (صلى الله عليه وآله) قد أرسل تلك الرسالة.
وما يذكر من أحداث في هذه الرواية يدل على أن أصحاب الرجيع قد قتلوا في الطريق، وقبل أن يصلوا إلى أي قبيلة، أو بلد يمكنهم إبلاغ رسالة رسولهم فيه.
ثم إننا لم نفهم وجه الربط بين هذه الكلمة من هؤلاء، ودعواهم