ثم ذهب فجمع الجموع. فبلغ النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك، فأرسل إليه ولبني عامر رسالة تحذيرية، وأرسل جماعة أخرى مع الرسول ليكونوا عيونا: فقتل عامر بن الطفيل الرسول، ثم استجاش على من خلفهم، فأجابه مئة رجل رام. ففاجأهم، وهم في رحالهم، أو في الطريق، فقتلهم.
ثم حرض حسان ربيعة بن أبي براء فطعن عامر بن الطفيل، فلما شفي جمع جموعه، وسار بهم حتى نزل بفناء النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أصابته الغدة في بيت السلولية، فمات، ومات الاخر بالصاعقة، فرجع من كان معهم.
ولكن مع ذلك لا مجال لتجاهل ما قدمنا وما سيأتي، فليلاحظ ذلك، والله هو الموفق والهادي.
مقارنة لا يمكن تجاهلها.
إن من يراجع نصوص سرية الرجيع، ثم نصوص سرية بئر معونة، ويقارن فيما بينها يجد أوجه شبه كثيرة فليلاحظ اشتراكهما في تقارب الأسباب التي دعت إلى إرسال هاتين السريتين.
وفي استصراخ بعضهم قبائل معينة، فيأتون إلى أفراد السرية حتى غشوهم في رحالهم فقتلوهم.
وبعضهم يأبي قبول العهد، الذي يعطيه إياه المشركون في هذه السرية كما في تلك.
وهنا رجل تحمي رأسه الدبر. وهناك شخص يرفع إلى السماء.
ويقدم المشركون هنا بخبيب وصاحبه إلى مكة، ويقدم هناك المشركون بعمرو بن أمية إليها أيضا، حسب بعض النصوص.
وهذيل تقتل هؤلاء، وأولئك على حد سواء.